جريدة البديل السياسي- رشيد اخراز جرادة
في ليلة احتشدت فيها الشاشات العالمية لبث مباراة مثيرة بين برشلونة وإنتر ميلان، كان العالم بأسره مشدودًا إلى المستطيل الأخضر، يتابع الأهداف والتمريرات بلهفة، وكأن لا شيء يحدث خارج أسوار الملعب. لكن على بعد آلاف الكيلومترات، في قطاع غزة، هناك مباراة أخرى تُلعب، لكنها بلا جمهور، وبلا صافرة نهاية؛
مباراة بين الحياة والموت.
في غزة، حيث الحصار يخنق الأنفاس منذ أكثر من عامين، لا ماء نظيف، لا كهرباء، ولا دواء. ستون طفلًا، حتى الآن، فارقوا الحياة جوعًا، في مشهد يعيد للأذهان صور المجاعات التي ظننا أنها انتهت مع الحروب القديمة. مستشفيات بلا معدات، بطون خاوية، وليل طويل لا يُنار إلا بدموع الأمهات.
وأمام هذا المشهد الإنساني المأساوي، يغيب الضمير العالمي ، الذي طالما تباهى بنخوته وشعاراته. أين تلك الأصوات التي كانت تملأ الساحات؟ أين بيانات الشجب والاستنكار؟ بل أين الفعل الحقيقي، الملموس، لرفع هذا الظلم وإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة؟
إن المقارنة بين الملاعب التي تضج بالحياة، وبين غزة التي تحتضر في صمت، ليست إلا صرخة في وجه كل من غابت عنهم الإنسانية، وتغلبت فيهم الأهواء على المبادئ.
فالضمير الحي لا يقبل أن يشاهد مباراة وينسى مأساة.
تعليقات
0