جريدة البديل السياسي |اجتمــاعيات

كلمة رثاء وتأبين في حق المرحوم بإذن الله عمي عاشور الذي قضى حياته في ارشيف بإستئنافية الناظور

téléchargement (9)

جريدة البديل السياسي 

كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق ، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة ، وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة ، ونختنق بالدموع ، ونحن نودع واحداً من الرجال المخلصين الاوفياء الافاضل المؤمنين بالرسالة الدينية ، الناكرين للذات ، من ذلك الزمن الجميل البعيد ، صديقنا جميعاً ، المرحوم عاشور ، الذي فارق الدنيا ، بعد مسيرة عطاء عريضة ، ومشوار حياة في ارشيف محكمة الاستئناف بالناظور والعمل الدؤوب والاجتماعي ، تاركاً سيرة عطرة ، وذكرى طيبة ، وروحاً نقية ، وعبق أريج نرجسة في اصدقائه واحبابه وعائلته ، وشذا شجرة برتقال يافية ، وميراثاً من القيم والمثل النبيلة .

فيا أيها الانسان الطيب ، والرجل   المخلص ، ويا نبع العطاء والنهر المتدفق حباً لعملك ، يعز علينا فراقك ، في وقت نحتاج فيه الى امثالك من الرجال الأوفياء الصادقين .

ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطرنا من حروف حزينة باكية، لن نوفيك حقك لما قدمته من عمل ووقت وجهد وتفانٍ في سبيل الله ورجال القضاء والموطفين وكتاب الضبط والمستخدمين بمحكمة الاستئناف بالناظور ، وعلمتنا من أخلاق وقيم فاضلة ، وغرست فينا حب العمل الصادق والاخلاص ، ونميت في اعماقنا قيم المحبة والخير والانتماء .

وياء لسعادتي ، وشرف كبير لي ، انني كنت واحداً من أصدقائك الأوفياء راحلنا الكريم عمي عاشور ، الذي أشغل في ارشيف المحكمة في استئنافية الناظور ، وقضى أكثر من ثلاثين عاماً في هذه المهمة الصعبة دون ملل، ، وساهم بدور فعال في العطاء وخدمة المجتمع والمحتاجين للمساعدة .

عرفنا الفقيد رجلا هادئاً ، متسامحاً ، راضياً ، قنوعاً ، ملتزماً بإنسانيته كما هو ملتزم بدينه وواجباته الدينية .

حمل الامانة بإخلاص ، واعطى للحياة والناس جهده وخبرته وتجربته وحبه لهم .

تمتع بخصال ومزايا حميدة جلها الايمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب ، متميزاً بالدماثة ، والتواضع الذي زاده احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس وكل من عرفه والتقى به. وهل هناك ثروة يبقيها الانسان بعد موته أكثر من محبة الناس ..؟!

ثلاثون عاما امضاها في عمله ، التي شرفها وتشرفت به ، فكان رجل صبور ، وجدول عطاء وتضحية ، ونعم الرجل  والأب الحنون والأخ الودود والصديق الصدوق .

فكان قدوة ونموذجاً ومثلاً يحتذى في البساطة والوداعة والرقة والعطف والحنان وعمل الخير وسمو الاخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفوية والتسامح .

واعطى كل ما لديه بلا حدود ، ودون كلل أو ملل ، في مهنة ورسالة هي من أصعب المهن ، وأهم الرسالات ، رسالة المحبة والصداقة ، بكل ما تحمله في طياتها من المعاني ، التي في صلبها بناء الانسان ، وبناء الوطن ، وبناء المجتمع .

لقد غيب الموت أصديقنا  الحبيب الغالي عمي عاشور  ، الرجل الوفي جسداً ، لكنه سيبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة ، ولن ننساه ، وسيظل بأعماله ومآثره وسيرته نبراساً وقدوة لنا .

نم مرتاح البال والضمير ، فقد أديت الامانة وقمت بدورك على أحسن وجه ، والرجال الصادقون أمثالك لا يموتون .

وما لي في وقفة الوداع سوى هذين البيتين من الشعر قالهما شاعر النيل حافظ ابراهيم في رثاء صديقه ومجايلة أمير الشعراء احمد شوقي :

خلفت في الدنيا بياناً خالداً وتركت أجيالاً من الأبناء

وغداً سيذكرك الزمان لم يزل للدهر انصاف وحسن جزاء

اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ.

اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه

 

 

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي