اجتمــاعيات

كلمة رثاء في حق المرحوم الأستاذ عمر متشيخ خليفة قائد قيادة كبدانة الناظور

جريدة البديل السياسي :

كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق ، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة ، وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة ، ونختنق بالدموع ، ونحن نودع واحداً من أعمدة وركائز قبيلة كبدانة جماعة أركمان اقليم الناظور  من رجال السلطة الافاضل المؤمنين بحب الوطن وخدمة المواطن ، الناكرين للذات .

من ذلك الزمن الجميل البعيد ، أستاذنا برتبة خليفة قائد ، المرحوم عمر متشيخ ابن قبيلة كبدانة منطقة لهدارة جماعة اركمان اقليم الناظور ، الذي فارق الدنيا ، بعد مسيرة عطاء عريضة ، ومشوار حياة في السلك السلطة ، تاركاً سيرة عطرة ، وذكرى طيبة ، وروحاً نقية ، وعبق أريج نرجسة في ربى الروحة ، وشذا شجرة برتقال يافية ، وميراثاً من القيم والمثل النبيلة .

فيا أيها الانسان الطيب ، والأستاذ  المخلص لدينه ووطنه وملكه  ، ويا نبع العطاء والنهر المتدفق حباً لعملك ، يعز علينا فراقك ، في وقت نحتاج فيه الى امثالك من الرجال الأوفياء الصادقين .

ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطرنا من حروف حزينة باكية، لن نوفيك حقك لما قدمته لوطنك واقليمك وقبيلتك  من خدمة ووقت وجهد وتفانٍ في سبيل الوطن والمواطن .

كيف للقلم أن يرثي إبن مدشري وقبيلتي الرجل الصلب والعنيد والشجاع ورجل المواقف الرجولية والحزن يعتري القلب والعين ؟!.

كيف أستطيع أن أكتب الكلمات لواحدٍ من أروع وأعظم رجال السلطة في الإقليم ، فكل الكلمات التي يمكن أن أكتبها في وداعه أصغر من قامته ، وكل الكلمات التي يمكن أن تقال أصغر من هامته التي لم تنحني الا لله عز وجل ، وكل الكلمات التي يمكن أن تُكتب تعجز عن وصف حبه للوطن. فقدت كبدانة الكثير من رجالهِا و رموزها ، لكنهُ اليوم  فقدَت رمزا وطنياً وفياً وصلباً ومخلصاً وعظيماً من رموزهِ خدام الوطن والمواطن ، رمزاً سيشهد له التاريخ في تطوير المحبة لكل من قصده في خدمة ما ، فامتزجت بروحه الطاهرة طبقة الوطنيين وطبقة المغاربة المدنيين الذي ما توانى يوماً عن مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم .

يا عاشق تراب الوطن ورجل الشدائد والمحن ورجل الشموخ والإباء ، في رحلتك مع الحياة اخترت طريقاً وضعك بفخر واعتزاز في سجل القادة العظماء والرجال الأحرار والقادة الأبطال الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه ، لتصبح بسيرتك الخالدة وقيادتك ووطنيتك وحنكتك قبلة للشرفاء والأحرار ، ومثلا أعلى للأوفياء المخلصين لوطنهم .

ياحمل الامانة بإخلاص ، واعطى للحياة والناس جهده وخبرته وتجربته وحبه لهم .تمتع بخصال ومزايا حميدة جلها الايمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب ، متميزاً بالدماثة ، والتواضع الذي زاده احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس والطلاب وكل من عرفه والتقى به. وهل هناك ثروة يبقيها الانسان بعد موته أكثر من محبة الناس ..؟!

فكان قدوة ونموذجاً ومثلاً يحتذى في البساطة والوداعة والرقة والعطف والحنان وعمل الخير وسمو الاخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفوية والتسامح .

واعطى كل ما لديه بلا حدود ، ودون كلل أو ملل ، في مهنة ورسالة هي من أصعب المهن ، وأهم الرسالات ، رسالة خدمة الوطن والمواطن، بكل ما تحمله في طياتها من المعاني ، التي في صلبها بناء الانسان ، وبناء الوطن ، وبناء المجتمع .

لقد غيب الموت أستاذنا الحبيب الغالي عمر متشيخ ، الوفي لمهنته  ومبادئه جسداً ، لكنه سيبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة ، ولن ننساه ، وسيظل بأعماله ومآثره وسيرته نبراساً وقدوة لنا .

نم مرتاح البال والضمير ، فقد أديت الامانة وقمت بدورك على أحسن وجه ، والرجال الصادقون أمثالك لا يموتون .

اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ.

اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه.

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار