جريدة البديل السياسي
أوقفت عناصر الشرطة القضائية بمنطقة أمن إنزكان، صباح أول أمس الاثنين، شخصا مشتبها فيه بالنصب والاحتيال على المتقاضين، وممارسة عملية السمسرة في الملفات القضائية الرائجة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد جاء اعتقال المتهم، بعدما أظهرته كاميرات المراقبة المثبتة في مختلف أروقة المحكمة وهو في أوضاع مشبوهة يتربص بإحدى المرتفقات التي حلت بالمحكمة في إطار تتبع ملف قضائي يهمها، مدعيا أن له القدرة على مساعدتها والتدخل لصالحها لحل مشكلتها. وبعدما تم اكتشافه من خلال شاشة تتبع تحركات المواطنين داخل أروقة المحكمة موضوعة في مكتب وكيل الملك، أشعر هذا الأخير عناصر الأمن الرابضة بالمحكمة بخصوص هذا المشتبه فيه، والذي تم إيقافه فورا، وتسليمه إلى عناصر الشرطة القضائية لاستنطاقه بخصوص المنسوب إليه، وكشف جميع ملابسات محاولاته المتكررة للإيقاع بالمرتفقة داخل المحكمة.
وحسب المعلومات، فقد كانت المحكمة الابتدائية لإنزكان منذ سنوات مرتعا لعشرات السماسرة والنصابين والمحتالين، الذين يتاجرون بالملفات القضائية، ويوهمون المتقاضين بقدرتهم على التدخل لصالحهم في الملفات القضائية الرائجة داخل المحكمة، غير أنه في السنوات الأخيرة تم الإيقاع بعدد كبير من السماسرة الذين ألفوا النصب على المتقاضين والمرتفقين، خصوصا بعدما تم نصب عشرات كاميرات المراقبة في كل أركان المحكمة، لينقلوا نشاطهم إلى محيط المحكمة، والذي بدوره أصبح تحت المراقبة عن بعد.
فقبل أسابيع قليلة اعتقلت عناصر الدرك الملكي بالمركز القضائي لإنزكان، وذلك بتعليمات من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بإنزكان، سمسارا يحترف النصب على المتقاضين بمحيط المحكمة الابتدائية بإنزكان. وجاء إيقاف المشتبه فيه، بعد عملية ترصد، حيث أوهم سيدة بقدرته على التدخل لصالحها لدى وكيل الملك لإطلاق سراح أحد أقاربها المعتقل، والذي تم تقديمه أمام النيابة العامة في حالة اعتقال في ذلك اليوم نفسه، كما أوهمها بأن له معرفة وعلاقة شخصية مع وكيل الملك.
ومباشرة بعد اعتقاله من قبل عناصر الدرك الملكي، اعترف الموقوف بالمنسوب إليه، كما اعترف كذلك باحترافه عمليات النصب والاحتيال على المتقاضين، إذ تم العثور بحوزته على مبلغ مالي متحصل من عملية النصب على الضحية. وقبل ذلك أيضا أوقفت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بإنزكان أربعة أشخاص، يشكلون أفراد شبكة للنصب على المتقاضين، وإيهامهم بقدرتهم على التدخل لصالحهم في كل القضايا التي تروج بالمحكمة. بعد توصل النيابة العامة بشكاية من قبل إحدى السيدات التي تعرضت للنصب من طرف أفراد الشبكة، بعدما أوهموها بقدرتهم على التوسط لها لدى القضاة، من أجل تبرئة ابنها الذي يتابع في ملف يتعلق بترويج المخدرات، إذ قاموا بالنصب عليها في مبلغ يصل إلى 70 ألف درهم، وظلوا يعدونها في كل مرة بقرب الإفراج عن ابنها، إلى أن اكتشفت أن أفراد الشبكة ليسوا سوى محتالين يحترفون النصب على المتقاضين.


تعليقات
0