جريدة البديل السياسي
كشف محضر معاينة أنجزته لجنة مختلطة بين عمالتي إقليمي سيدي إفني وتيزنيت عن كارثة بيئية خطيرة تهدد سكان مجموعة من الجماعات الترابية بالإقليمين، وذلك عقب العثور على دجاج نافق في آبار لمياه الشرب بالمنطقة.
واستنادا إلى محضر المعاينة الموقع من قبل السلطات المحلية والدرك الملكي ورؤساء الجماعات الترابية والمديرية الجهوية للبيئة بسوس ماسة ونظيرتها بدرعة واد نون ومكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية ووكالة الحوض المائي، فإن هذه اللجنة المختلطة، قد قامت بزيارة إلى جماعة الركادة بإقليم تيزنيت، من أجل معاينة الآبار الملوثة، وأيضا البئر المحتمل كونه مصدر التلوث بإقليم سيدي إفني. ومن خلال المعاينة، تبين للجنة أن هناك تغييرا مستمرا لمعالم هذا البئر بناء على المحاضر المنجزة من قبل اللجنة المختلطة لإقليم سيدي إفني بتاريخ 24 و25 مارس 2025.
وبناء على نتائج التحاليل المخبرية المنجزة من قبل المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بإقليم تيزنيت بتاريخ 21 و24 مارس 2025، والتي شملت أربع آبار مجاورة، وأيضا تبعا لنتائج التحاليل المخبرية المنجزة من قبل مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم سيدي إفني بتاريخ 7 أبريل 2025، والتي شملت بئرين مجاورين، فقد تبين من خلال هذه التحاليل أن مياه هذه الآبار ملوثة وتحتوي على جراثيم مضرة بالصحة العامة، من بينها جراثيم (التيفويد).
وقررت اللجنة المختلطة نظرا لخطورة هذه النتائج المخبرية على الصحة والسلامة العامة للسكان المجاورين لهذا البئر، ضرورة التدخل الفوري والآني لإزالة وتنقية العناصر الموجودة داخل هذا البئر، قصد التحقق من كونه من بين مصدر تلوث الآبار المجاورة ومعالجة وإزالة الضرر. وأوصت اللجنة في محضرها (تتوفر الأخبار على نسخة منه) بضرورة توفير آليات لإزالة محتوى البئر على الفور مع فرز مكوناته، واستمرار مصالح الصحة والحماية الاجتماعية كل حسب مجاله الترابي في القيام بتطهير الآبار وتحسيس المواطنين بالحفاظ على جودة المياه من خلال التطهير المنزلي للمياه سواء المعدة للشرب أو السقي، مع توسيع نطاق الآبار التي ستشملها التحاليل المخبرية.
وفي سياق متصل، وجه سكان دوار “أيت الطالب إيحيا” التابع إداريا لجماعة الركادة بإقليم تيزنيت، نداء من أجل إنقاذ المنطقة من كارثة بيئية. وأوضح نداء السكان، أنه بعد حضور لجنة المعاينة إلى البئر وتحرير محضرها، تم فعلا استخراج أكياس من الدجاج النافق من البئر من قبل عمال مياومين، إلا أن المشكل أنه تم ترك تلك الأكياس مكدسة في العراء دون طمرها أو حرقها أو اتخاذ أي إجراء صحي يضمن عدم انتشار التلوث والأمراض المحتملة، ما تسبب في انبعاث روائح كريهة اجتاحت الدوار.
وحسب المصادر، فقد تم كذلك إفراغ بئرين مجاورين من المياه الموجودة بها، بعد الاستعانة بسيارة تحمل مولد كهرباء ومضخة، على اعتبار أن هذه الآبار أضحت ملوثة بعدما تسب التلوث إلى مياهها من البئر الذي تم رمي الدجاج النافق به. وعزت المصادر عن إنهاء المشكل بصفة عامة، إلى حدوث خلاف بين أعضاء لجنة المعاينة، حول الاختصاص الترابي، ذلك أن أعضاء لجنة إقليم سيدي إفني أرادت أن تحمل مسؤولية هذا الوضع إلى عمالة إقليم تيزنيت، اعتبارا لكون البئر وحظيرة الدجاج يوجدان في منطقة تابعة إداريا لإقليم تيزنيت، فيما أعضاء لجنة تيزنيت اعترضوا على ذلك، مستندين إلى أن التراخيص التي تم بموجبها إنشاء حظيرة للدجاج صادرة عن مصالح عمالة إقليم سيدي إفني.
تعليقات
0