عين على الهامش
قراءة في فنجان الاستحقاقات الانتخابية المقبلة باقليم تاونات..(السياق والكولسة)!!
جمال التودي:البديل السياسي
في قراءة سريعة للتسخينات التي تقوم بها بعض الاحزاب السياسية للقيام بالترتيبات الاستباقية لهندسة المشهد السياسي باقليم تاونات، وفق استراتيجية تنبني على استقطاب أباطرة المنتخبين الذين لهم باع وقدرة لا نظير لها في استمالة الاصوات الانتخابية..يتعلق الامر “بمول الشكارة” الذي يمتلك الاليات الديمقراطية في حقيبته وحسابه البنكي، لكون الممارسة الانتخابية بهذا الاقليم، تقتضي شروطا من نوع خاص، ليست بالضرورة المستوى الدراسي، او التجربة التشريعية و التدبيرية في الجماعات، بل يتعلق الامر بأدوات تتقاطع لدى جل الساسة الموقرون الذين يتكهنون بالنتائج الانتخابية قبل اجراء موعد الاستحقاقات، مما يجعل المتتبع للمشهد السياسي بالاقليم يتسائل على مصير الممارسة الديمقراطية في ظل السباق المحموم للاحزاب السياسية التي وضعت خارطة طريق انتخابية قبل الاوان، وجلبت اباطرة المرشحين، الذين جيشوا جنود خفاء للقيام بتلك الحملة بمباركة القيمين عليها، كما تم انتقاء “شناقة” ومحترفي العمليات الانتخابية لكولسة مجريات العملية برمتها..كيف ذلك!! ١. نظرة موجزة عن المشهد السياسي بالاقليم. كما هو معلوم لا زالت الاحزاب الكلاسيكية هي المهيمنة على العملية الانتخابية، رغم تباين النتائج واختلاف الادوار فيما بينها، لان الامر يتعلق بممارسات قد تختلف عن الاحزاب المركزية وتاريخ تحالفاتها الذي رسمه القادة السياسيون بعد الاستقلال.. فجل تلك التحالفات والاستقطابات الاديولوجية التي اعطت للعملية السياسية نكهة ديمقراطية في وقت من الاوقات، وجعلت الممارسة الديمقراطية لها معنى عند المواطنين، قد ميعت اللعبة الانتخابية برمتها، حينما تحالفت الاحزاب الاشتراكية التقدمية مع الاحزاب الاسلاموية، كما جرى الامر مع حزب اللامبة وحزب الكتاب في حكومة بنكيران. الشي الذي افسد المشهد السياسي وجعل المصالح الضيقة تطفو على السطح، ولم يبق المواطن يميز بين الاحزاب اليسارية التي اصبحت تدافع على خوصصة القطاعات الاجتماعية، في تناقض صارخ مع توجهاتها السياسية الداعية الى الاشتراكية التقدمية (حزب التقدم والاشتراكية). والامر كذالك ينطبق على جزب المصباح الذي نسي هويته الاسلامية، وبدأ يتفنن في لخبطة تدبير السياسات العمومية بعيدا عن تعاليم الشريعة السمحة ( ابقاء المعاملات الربوية بالبنوك، وزيادة الضرائب على الويسكي والبيرة والسجائر…) هذه الضرائب التي تعتبر كالدجاجة التي تبيض ذهبا، حيث اغنت خزينة الدولة التي كانت تضخ تعويضات سخية لأخوات واخوان السادة الوزراء و البرلمانين بعيدا عن منطق الحلال والحرام الذي كان يروج في الحملات الانتخابية…امثلة كثيرة اظهرت ان البرامج الانتخابية والاوراق السياسية التوجيهية لإيديولوجية، تبقى مجرد سنفونية سياسوية تعزفها تلك الاحزاب عند كل محطة انتخابية، لإقناع جماهير المصوتين، ويتم بعدها هندسة ميثاق التحالف الحكومي على المقاص، وفق ما تقتضيه المصالح ما فوق العليا لتلك الاحزاب.
٢. كواليس التسخينات الانتخابية بالاقليم اقليم تاونات له خصوصة مغايرة عن باقي المدن المغربية فيما يتعلق بالممارسة السياسية، على اعتبار ان الفاعل الانتخابي “بعاصمة التين” تؤطره أعراف وممارسات يستقيها من التراكمات التى وضعوها محترفي الانتخابات على مر سنوات خلت، فلم يخفى على العادي والبادي ان بعض المنتسبين لأحزاب بعينها اصبحوا وجوها انتخابية بارزة، بل قاموا بتحفيظ بعض الدوائر الانتخابية في اسمائهم وعائلتهم، وكأن هذه المدينة ملكا لهم، في ضرب صارخ لمبدأ تداول السلطة الانتخابية الذي تقتضيه الممارسة الديمقراطية، بل تم استقطاب بعض الوجوه لضمان السيطرة على المقاعد الانتخابية قبل أجال الاستحقات.. بحيث نجد بعض الاحزاب بهذا الاقليم، استكملت التشكيلة الرسمية للعناصر المحتملين ولوج السباق الانتخابي قبل الاوان، في ضرب صارخ لمبدأ تكافؤ الفرص، وخرق سافر للمقتضيات القانونية التي تؤطر العملية الانتخابية برمتها.. بداية الكولسية في جلب لاعبين انتخابين في الميركاتو الربيعي، يوحي بأن الانتخابات المقبلة قد حسمت مسبقا..!! مما يجعل الرأي العام المحلي يتسائل عن صدق تلك الاخبار التي تلوح في الكواليس، و يطرح اكثر من علامة استفهام عن مصداقية الانتخابات برمتها في الاقليم، خاصة اذا تعلق الامر بهندسة الخريطة الانتخابية تقوم على تسريب اسماء منتخبين وازنين في الساحة، لكونهم يتوفرون على المقومات التي تقتضيها اللعبة الانتخابية، على اعتبار ان اقتحام الانتخابات البرلمانية يكلف ميزانية 400 مليون سنتيم تقريبا لتمويل الحملة الانتخابية لكل مرشح، والاحزاب غير قادرة على ضمان هذه المبالغ..اذن كيف سيتم التعامل مع هذه المعطيات في علاقتها بهندسة المشهد السياسي برمته، وجلب مرشحين “قاديين بسوقهم”..!!
يتبع…
تعليقات
0