ضيف البديل

في خضم الجائحة (386): اجتماع_حزبي_هام_جدا كتب: عبد المنعم شوقي

كتب: عبد المنعم شوقي-  جريدة البديل السياسي :
اجتمع حزب سياسي على صعيد الناظور يوم أمس.. وكان اللقاء فرصة لمناقشة أمور هامة يراها قادة هذا التنظيم أنها تخدم برنامجهم الطموح لبناء ناظور الغد ومغرب المستقبل.
ما أقصده ب”الأمور الهامة جدا” أيها الاحبة لا يعني بالضرورة ما قد تتلقفه عقولكم النيرة.. فليست للقضية علاقة بتنزيل برنامج الحزب، أو بتقديم مرشحيه في الاستحقاقات المقبلة، أو حتى بوضع خريطة لحملته الانتخابية القادمة.. “الأمور الهامة جدا” التي تدارسها هذا الحزب، والتي يراها تستوجب كل العناية والاهتمام هي تلك التي سنورد أبرزها على الشكل التالي:
1- تم خلال هذا الاجتماع توبيخ شرفاء الحزب الذين ينادون باختيار مرشحي الاستحقاقات المقبلة من الكفاءات المناضلة داخله.. وهذا يعني أن دور المنخرطين لا يجب أن يتجاوز سقف التشجيع والتصفيق والتطبيل، وبأن أباطرة هذا التنظيم لهم حساباتهم الخاصة في الاختيارات بعيدا عن الشعارات والمبادئ.
2- تناقش الحزب أيضا في أسماء وكلاء لوائحه للاستحقاقات القادمة.. والجميل في هذا الصدد أن الاسمين الرائجين لتولي منصب وكيل اللائحة الجماعية ومنصب وكيل اللائحة البرلمانية يُصِران أن يترشحا معا تحت شعار “واحد ليك، وواحد لي عزيز عليك”.. فهذا الثنائي يشترط قبول تزكيتهما معا أو رفضهما معا. وحتى في حال رفض طلبهما الغريب، فهما لا يريان حرجا في الانتقال معا من هذا الحزب اليميني في اتجاه حزب آخر يساري. طبعا، فالأهم لديهما هو “الرفقة الطيبة المباركة”، وليست مبادئ اليمين أو اليسار أو الشمال أو الجنوب!!..
3- هذه النقطة الأخيرة التي سأوردها هي التي تدل بما لا يدع مجالا للشك أن زعماء هذا الحزب يفوقون نظراءهم في كل دول العالم من حيث النباهة و الفطنة والذكاء… فقد قرر أصحابنا في هذا الاجتماع التاريخي العظيم تعيين مسؤول خاص لتتبع تفاعل منخرطي الحزب مع مختلف التدوينات والتعاليق التي تنشر على صفحات التواصل الاجتماعي. هذا المسؤول أيها الأحبة سيكون دوره هو تقديم تقارير حول النشاط الالكتروني للمنخرطين مع إمكانية معاقبة كل من سولت له نفسه وضع زر الإعجاب على تدوينة تُغضب زعماء قبيلتهم. ولعلمكم أيها الأحبة، فركننا المتواضع هذا سيكون هو أيضا موضع مراقبة من طرف المسؤول العجيب حتى لا يتفاعل معنا أي حامل لألوان هذا الحزب!!.. ولكم أن تتصوروا ايها الاصدقاء كيف لهذا العمود اليومي الذي أسسناه ذات يوم لمحاربة ملل الحجر الصحي أن يصبح اليوم موضوعا ذا أهمية بالغة ومصيرية في نظر من نأمل منهم إنقاذ البلاد والعباد.
وللإشارة أيها الأصدقاء في هذا الصدد دائما، فإن موسم المشاريع الخيالية التي تظهر قبل الانتخابات، وتتبخر مباشرة بعد الانتهاء من عملية الاقتراع قد انطلقت. فقد تم تقديم إحدى المشاريع كالعادة، و تم الإخبار بأنه سيعمل على توظيف المئات أو الآلاف من اليد العاملة المحلية. والأكيد أن هذا الطُّعم سيُغري العديد من الطامحين للعمل حتى يتوددوا لصاحب المشروع ويتحولوا لأصوات انتخابية جاهزة لصالح الحزب المعلوم. ولاشك أن كل تصميمات هذا المشروع ستختفي بعد الانتخابات مثلما اختفت سابقاتها.
تلكم إذن أحبتي الكرام أبرز “الأمور الهامة جدا” التي تدارسها اجتماع حزب ينتظر منه المواطنون أن يحمل على عاتقه همَّ المدينة والوطن.. وأن يترافع عن قضاياهما المصيرية.. وأن يكون لسانهما الذي لا يجف وذراعهما التي لا تتعب وقلبهما الذي لا يتوقف..
فهنيئا لقادة الحزب بنجاح هذا الاجتماع العظيم!!..

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار