في خضم الجائحة (242):#كفى_استهتارا_بالمواطنين…كتب: عبد المنعم شوقي
كتب: عبد المنعم شوقي- جريدة البديل السياسي :
عاينتُ اليوم منظرا مستفزا حدث بإحدى إداراتنا العمومية أين كنتُ متواجدا لقضاء غرض شخصي. توزع المرتفقون إلى صفين طويلين، و كنتُ كالبقية أنتظر إلى أن يحين دوري. و في فترة الانتظار هذه، رمقت عيني شخصا مسنا يتواجد في الصف المقابل.. لقد تذكرته جيدا، فقد كان رجل أمن شهما و نبيلا.. تذكرت كيف كان مخلصا في عمله وهو يصول و يجول في مختلف شوارع و أحياء الناظور قبل أن يلتحق للعمل داخل مقر المنطقة الأمنية بالناظور. لاحظتُ أن ملامح وجهه توحي بأنه تقاعد، و بأن التعب و الكِبرَ قد تملكا منه. و بالفعل، فبعد لحظات قليلة، باغته دُوار كاد أن يسقطه أرضا.. فهرول نحو كرسي كان فارغا بجانبه، فجلس عليه ليأخذ قسطا من الراحة حتى يستعيد عافيته. و في هذه الأثناء، تدخل بكل وقاحة فرد تابع للأمن الخاص المشتغل بتلك الإدارة، و أمر المسن المنهَك بالقيام و المغادرة إلى الخارج… و هو الأمر الذي امتثل له المعني بالأمر دون تردد بينما بدت السعادة و النشوة ظاهرتين على رجل الأمن الخاص وكأنه يتباهى بكونه حقق إنجازا خارقا للعادة.
تألمتُ كثيرا لبشاعة المنظر: رجل أمن خاص غبي و بليد يطرد شخصا مسنا أفنى حياته في خدمة بلده و في السهر على راحتنا و أماننا و طمأنينتنا.. قصدتُ رئيس المصلحة بتلك الإدارة، و أخبرته بالواقعة.. فوعدني بأنه لن يتهاون مع من تسبب في هذه الفعلة الحقيرة.
هذه الحادثة التي عاينتها أيها الأحبة تُحيلنا على ظاهرة سلبية بدأت تتفاقم و تأخذ أوضاعا أكثر خطورة.. و هي ظاهرة استغلال النفوذ و استعمال الشطط من طرف العديد من أفراد الأمن الخاص الموزعين على العديد من إداراتنا و مؤسساتنا. طبعا لا أريد التعميم لأن فيهم من يملك حسن السلوك و أدب التواصل و طيب التعامل.. و لكن غالبيتهم تخلو منهم صفات اللباقة و الاحترام و الحوار.. و شخصيا، أستغرب كيف تقوم الشركات المسؤولة باختيار مثل هؤلاء الأغبياء لتولي مهام نشر الأمن و فرض النظام.. لقد كان حريا بها أن تنتقي طواقمها بناءا على درجة الوعي و أدبيات التعامل و فن التواصل.
كفى استخفافا و استهتارا بالمواطنين.. و كفى من موظفين فاسدين و مستخدمين فاسدين يزرعون اليأس و الفشل في نفوس المرتفقين حتى صارت أغلب إداراتنا رمزا لسوء التدبير و التنظيم و التسيير… إلى متى ستظل هذه الممارسات الشنيعة طاغية رغم أن صاحب الجلالة نصره الله يدعو مرارا و تكرارا إلى إصلاح الإدارة المغربية و يدعو المسؤولين إلى احترام و مراعاة شؤون المواطنين!!..
تابع آخر الأخبار من جريدة البديل السياسي على WhatsApp
تابع آخر الأخبار من جريدة البديل السياسي على Google News
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار