نورالدين زاوش – جريدة البديل السياسي
في انتظار أن يَشنق “شنقريحة” نفسه
غدا سيُغلق ملف الصحراء المغربية، وسيدخل العسكر إلى ثكنة الناحية العسكرية الأولى بمدينة “لبليدة” ليتفاجأ ب”شنقريحة” وقد شنق نفسة بما تبقى من حفاظاته الفاخرة، وَسَيهرب عمي “تبون” إلى إيطاليا حيث هرّبت عائلته المصونة المليارات على شكل عقارات ضخمة وشقق فاخرة، وسيطلب مئات العساكر ذووا الرتب العليا اللجوء السياسي في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا؛ أما ذووا الرتب الدنيا منهم فسينزعون أزياءهم العسكرية، وسينضمون إلى الشعب الثائر الذي سيسترجع الحكم المغصوب، ويبدأ في مقاضاة ما تبقى من العصابة التي لم يُسعفها الحظ في الهروب من البلاد في الوقت المناسب.
غدا سيُغلق ملف الصحراء، وتفتح الحدود البغيضة، وتُصفى المشاكل الوهمية، وتُفَعل معاهدات التوطين وحسن الجوار، ويعود قطار اتحاد المغرب العربي إلى السكة من جديد، وتنطلق اتفاقات التكامل الاقتصادي، وتُخصص موارد الشعب الجزائري، لأول مرة منذ الاستقلال، لتحسين مستوى معيشة الجزائريين، فتختفي مشاهد الطوابير المخزية، في بلد النفط والغاز، وستنعدم ظواهر انقطاع الماء والكهرباء، ويشعر المواطن الجزائري، لأول مرة منذ الاستقلال، أنه مواطن كامل المواطنة.
غدا سيُغلق ملف الصحراء المغربية، وستختفي بذلك الصفقات المزورة لشراء الأسلحة الروسية الخردة بمليارات الدولارات؛ بينما تُغير مليارات النفط والغاز طريقها من جيوب العصابة إلى خزينة الدولة، كما ستوفر هذه الأخيرة أيضا عشرات المليارات من الدولارات التي كانت تخصص كل عام، لصيانة شعب متهالك يأكل دون أن يُنتج، ويلبس دون أن يُصَنِّع؛ فتعود الجزائر جنة كالإمارات أو أقرب.
غدا سيُغلق ملف الصحراء، وسيكتشف الشعب الجزائري الأبي حجم المعاناة التي كان يعيش في كنفها جراء معاداة نظامه البليد للملكة المغربية الشريفة، وسيقتنع، بما لا يدع مجالا للشك، بأنه أكبر رابح من نهاية هذا الملف، أكبر حتى من نظام المخزن الذي كان يمقته، كما سوف يتمنى لو أنه كان قد انتفض منذ زمن طويل، ضد الطغمة الحاكمة التي جرَّدته من أبسط مقومات الحياة والإنسانية والكرامة.
لم يبق إلا أسطر قليلة تُكتب في ملف الصحراء ثم يغلق للأبد؛ هذا ما أشَّر عليه بيان أصدره، هذه الأيام، قياديون من حركة البوليساريو، يعلنون فيه فشل أطروحتهم البئيسة، وهو ما حذا أيضا بعمي “تبون”، في أخر لقاءاته الصحافية الدورية، قبل ثلاثة أيام، لأن يرفع الراية البيضاء في قضية الصحراء؛ فينطق بنبرةٍ خافضة أخفض مِن نبرة مَن يعلن الاستسلام والانبطاح، ويتحدث بلهجةٍ هادئة أهدأ مِن لهجة مَن انقضى مَكرُه وخبثه، وفرغت جُعبته من المكائد والحيل؛ وإذا كان نظام العسكر البليد يُشَبِّه القضية الصحراوية بقضية فلسطين، ويُشبه المملكة المغربية الشريفة “بإسرائيل”، فقد أضحى عمي “تبون”، في ظل هذا السيناريو البئيس، أشبه ما يكون بعمي “عباس أبو مازن”، رئيس السلطة الفلسطينية، والذي لا يكل من الحديث عن “سلام الشجعان”.
نورالدين زاوش
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة
تعليقات
0