ضيف البديل

في التنوير والمتنورين:بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

ذ: عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :

في التنوير والمتنورين:

لن أخوض في التعاريف الأكاديمية لمفهوم التنوير ومن هو المتنور؟ الذي يريد ان يطلع عليه بالقواميس وبالفكر التنويري اما انا فيهمني من التنوير والمتنورين إشكاليات مجتمعي وهي كثيرة وفي اساسها نهوض هذا المجتمع.

من مؤشرات النهوض ان يكون منسوب التنوير في المجتمع مرتفع وان يكون المتنورون في الصفوف الأولى للمعارك التي يتعين ان يخوضها المجتمع ضد التخلف والتأخر والجهل.

المتنورون نوعان في مجتمعي :متنورون ملتزمون مندفعون وهم قلة يتعرضون لهجوم رجعي عنيف وهذا الهجوم إما مباشر يقصد المتنورين بالاسماء وبتهم جاهزة. طبعا أكاد اجزم أنهم غير محميون ويعرضون انفسهم للخطر. ثم هناك :متنورون مع أنفسهم وتقليديون ومنافقون في المجتمع. هو صاحب طراز فكري عقلاني في الحانة وبعض الندوات الفكرية وصاحب تسبيحه وجلباب ابيض يتقدم صفوف التقليديين في المساجد يؤدي الطقوس كلها إلا التي غابت عن إدراكه، أما الهجوم غير المباشر فنجده في المضمون الفكري التقليدي الذي يسكب على عقول العامة على مدار الساعة وفي البرامج التعليمية ويعرض في المكتبات بثمن زهيد أقصد الكتب الصفراء المدعمة الثمن مقابل كتب التنوير التي ليست في استطاعة المثقفين بسبب ثمنها المرتفع.

كيف ننتصر في مسألة التنوير:

اضم صوتي الى أصوات العديد من المتنورين الذي يرون ان التنوير لا يمكن له ان ينتصر إلا إذا كان ضمن مشروع مجتمعي عام تتبناه طبقة سياسية حاكمة تحميه من الردة ومن الإيديولوجية التقليدية المتربصة.

اكيد ان التاريخ العربي الإسلامي يذكر لنا لحظتين مشرقتين تم إجهاضهما بالإيديولوجية التقليدية المتربصة :لحظة الخليفة المأمون في العصر العباسي ولحظة محمد علي في مصر.

سأعود إلى اللحظة الأولى في مناسبة قادمة، أما في خاتمة هذه التدوينة فلابد من التساؤل عن لحظتنا الراهنة ماهي تجلياتها الفكرية؟

تعليمنا مأزوم لا يساعد على التنوير وجامعتنا على عهد الإسلاميين تراجع دورها

الى أسفل سافلين، هناك بعض الإشارات الملكية التي حاولت القفز على الايدويلوجية التقليدية كما حدث مع مدونة الأسرة والمرأة بصفة خاصة. اما على المستوى الفكري فنحن نسير على خط الاعتدال والوسطية تترجم فكريا في الاشعرية على مستوى العقيدة وفي التشريع تترجم على مستوى الفقه المالكي، حراسهما هي المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية الإقليمية تحت سلطة وزارة الشأن الديني.

في ظل هذا الواقع لا يمكن لمنسوب التنوير إلا أن يكون ضعيفا وضعيفا جدا.

فضاء الإيديولوجية المتربصة واسع جدا وفضاء التنوير ضيق جدا لا يسعفه على التنفس.

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار