البديل الثقافي

فقرات رمضانية…تستضيف من المغرب ابن مدينة الناظور العريقة عضو النافذة الروائي والقاص ومربي الأجيال الغني عن التعريف صديقي الأستاذ ميمون حرطيط

جريدة البديل السياسي :

فقرات رمضانية

تعود فقرات رمضانية لهذا العام 2023 في أبهى حللها

وفقرة: اجمل ما قرات اليوم (اليوم 23)

تستضيف من المغرب ابن مدينة الناظور العريقة عضو النافذة

الروائي والقاص ومربي الأجيال

الغني عن التعريف صديقي الأستاذ

ميمون حرطيط

من خلال هذا النص القصصي الماتع والهادف

قراءة ممتعة اتمناها لكم

مدير النافذة: خالد بوزيان موساوي

النص

امطوية وزهرة توليب.

بعد أن فقد حبيبته التي قيل بأنها غرقت في البحر،
في الصيف الماضي، دون أن يظهر لجثتها أثر. اختار “حمو” ان يهجر منزل العائلة، ويسكن لوحده في بيت صغير معزول عن الجيران؛ تتقدمه حديقة تينع أزهارا. أحب “حمو” “تلايتماس” حبا عميقا، وهي كذلك، حتى أنه لم يصدق أبدا أنها ماتت، فقد ظل يردد:” الموتى يدفنون؛ وحبيبتي لم تدفن، إذن فهي لم تمت.” لذا تراه يضع دوما كرسيين حول المائدة، وكأسين وصحنين فوقها.

 ذات صباح ؛ وهو يهم بمغادرة بيته؛ وجد عند عتبة الباب مطوية، وزهرة توليب.

 اِلتقطهما، وقرأ: “إلى حبيبي الغالي حمو.” تجمد الرجل في مكانه؛ محملقا في الورقة، و معيدا قراءتها لعدة مرات، أجال ببصره في المكان، ثم صاح بأعلى صوت:” يال سعادتي “تلايتماس” لم تمت! “تلايتماس” حية ترزق.”
عند حلول الليل جلس “حمو” إلى مكتبه، وقد امتلأ ذهنه ، وقلبه بأمل لقاء الحبيبة، وبدأ يدوّن ما يجيش به فؤاده من مشاعر.
تساءل بحيرة: “لماذا تراسلني ولا تأتيني؟ لا شك أنها لم تتخل عن طبعها المرِح.”” أما زال فيك ما يمرح، حبيبتي؟ ألا تحسين بلهفي عليك؟
مرت الأيام بعد ذلك بطيئة، وثقيلة على نفسية حمو، وازدادت حيرته؛ فهو لا يدري كيف يتصرف. الرسالة حقيقة لا ريب فيها، والخط خط يدها، مع اختلاف طفيف عن الخط الذي عرفه لديها، ولربما يرجع سبب ذلك إلى حالتها النفسية”.

 لكن أين هي الآن؟” ردد مع نفسه.
وبعد مرور ما يزيد عن شهر، وجد حمو مرة أخرى عند باب بيته مطوية ثانية و فوقها زهرة توليب:” أنا قادمة، حبيبي! فانتظرني ولا تقنط!” وفي شبه عتاب قال: “ما ذنبي حتى تعذبيني بهكذا خطاب؟ أنا أود أن أتكحل بمرآك، حتى تعود إليّ حياتي. رجاء اِظهري!” ترك حمو جسده يسقط على كرسي عند الباب؛ وهو يحفز نفسه: “صفِّّ ذهنك يا حمو! صفِّ ذهنك! “وفجأة قفز، إذ خطرت له فكرة: أن يركّب آلتيْْ تصوير لرصد الحدث إذا ما تكرر؛ واحدة في الداخل، وأخرى في الخارج، وكذلك فعل.
مع كل استيقاظ يسترجع حمو شريط التصوير، لعله يحظى بما يشفي غليله، لكن الشريط يمر في كل مرة فارغا
في أحد الأيام الشتوي.

 وبينما هو يلبس معطفه، أحس به مبللا، لكنه لم يبال. وحين خرج تراءت له مطوية وزهرة توليب، وعوض أن يلتقطهما سارع إلى معاينة الشريط، وما إن اطلع عليه حتى أسقط في يده، لقد كان الشخص في الشريط، هو حمو نفسه، يضع مطوية وزهرة توليب عند العتبة، اندهش لما شاهده، وحين عرض الشريط الداخلي أكتشف بأنه يقوم من سريره، يكتب الرسالة بيسراه .

 ثم يخرج ليضعها عند الباب، بعد أن يقطف زهرة توليب من الحديقة. قال بصوت أشبه بالهمس: “يبدو أنني مصاب بالسرنمة، عليّ بطبيب نفساني!” ثم خرج لا يلوي على شيء.

ميمون حرطيط ـ الناظور/ المغرب

 

 

 

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار