فصل الخطاب: هل ناخذ العبرة من طعنة قيس سعيد؟ رمضان بنسعدون صحفي بجريدة البديل السياسي
رمضان بنسعدون – جريدة البديل الساسي
هل نأخذ غدر قيس التونسي والذي لم نكن نترقبه إطلاقا ، و لذلك يتعين على الدبلوماسية المغربية أن تضافر المجهودات في أعقاب اتضاح دسائس النظام التونسي بغرض استباق الأسوأ والذي حصل مع الأسف ، خاصة وأن قيس ارتمى في حضن عسكر قصر المرادية .
و بعد أن عبر الشعب المغربي بكل مكوناته عن استنكاره بأشد العبارات لهاته الطعنة من الخلف لابد من استخلاص العبرة ، وأن تكون لنا الشجاعة لتقييم سياساتنا الخارجية و كيف هو حال جبهتنا الداخلية؟
لم يسبق لوطننا أن كان في وضع جد حرج و صعب كما هو الحال اليوم ، فأقطار لمغرب العربي هي أقرب إلى الأطروحة الانفصالية أكثر من أي وقت انفلت ( إذا استثنينا ليبيا والتي لا ننسى أن الغير المأسوف عليه رئيسها ألقذافي هو من مؤسسي هذا الكيان الوهمي إلى جانب بومدين مفتعل البوليساريو من مغاربة أراد لهم الانفصال و صاحب مأساة الأربعين ألف مغربي الذين طردهم في أسمى شعيرة عيد الأضحى المبارك و فرق بين الأم و أبنائها و الأب و أولاده و شرد كثيرا من الأسر .
و لازالت لم تحدد المعالم الاستشرافية لنظام ليبيا حتى اللحظة كما أننا نتعرض لابتزاز من طرف دول أخرى مساومة على جزء من أرضنا جغرافيا وتاريخيا.
ففي فترة المرحوم اليوسفي سحبت العديد من الأمم اعترافها بكيان مصطنع و المرحوم عبد الرحيم بوعبيد وضع خلف القضبان عقب رفضه الاستفتاء على الصحراء المغربية.
و قد حققوا كل ذلك لأنهم كانوا عظماء دولة محترمون من الأمم الأخرى كغيرهم من رجالات الدولة، رجال كان يحسب لهم ألف حساب كانوا وطنيين صادقين لا يتسع الحيز لذكرهم..
و يمكن أن نجمل أن وهننا خارجيا هو حقيقة لحال تنظيماتنا السياسية، وهننا على المستوى الخارجي هو عصارة قيادات شعبوية لا ديمقراطية لا تفكر إلا في المصالح الشخصية من خلال ريع الأحزاب وغيره وهي قيادات افتعلت على المقاس وقد حان الظرف لنتقيد بجرأة من أجل النقد الذاتي في اختيارات غير صائبة .
و يبدو أن الخلل يقع من خلال اختبار أشخاص يتتبعون فاضي الفساد من شرفاء الأمة، ذوي نية صافية أولئك الذين يخدمون بلدهم بدون خلفيات…
وبالتالي فقدانها للمصداقية على المستوى الداخلي فما بالك خارجيا. و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نظفر برهان القضية الوطنية إلا إذا اعتمدت تقوية الجبهة الداخلية والمؤسسة قاعدتها على : التنظيمات السياسية الصادقة ، فقد اتضح بجلاء أن المرحلة تسترعي مراجعة عامة لقانون التنظيمات الحزبية و النقابات و كذا المجتمع المدني ، والذي لا يمكن أن ينصب جهدهم الأساسي على الاستفادة من الدعم العمومي الذي هو نتاج عرق و جيوب المواطنتين و جعل المناصب كهدف..
و لا يمكن أن نتقوى على الصعيد الداخلي إلا بكسب ثقة المواطن الذي يتحشم يوميا الصعاب و المعانات و يتلظى بنار الزيادات الغير المقبولة الثراء الفاحش و الذي يستجيب رآها بالرمضاء من لهيب النار .
وذلك بتقسيم الثروة الوطنية على جميع فئات الشعب المغربي … و جعل تحسين شروط عيش المواطن هي القاعدة الأساسية من خلال توزيع الثروة تساويا بين جميع مكونات الوطن مجاليا واجتماعيا…
و البحث عن مكامن الخلل الحقيقية المسببة لإجلاء الأدمغة من أطباء ومهندسين وغيرهم و هجرة المواطنين أيضا عبر قوارب الموت للنجاة من الأزمة الاجتماعية الخانقة للسواد الأعظم من الأسر التي أعوزها الإجحاف و الإقصاء من شدة القهر و التجويع .
و قلتها في أكثر من مقال أن الوطن في حاجة لجهة ملكية للإنقاذ من خلال النيات الصادقة لإنقاذ المغرب من السكتة القلبية..يترأسها الملك محمد السادس و مخلصو الوطن من علماء و عسكر و مواطنين ذوو كفاءة في مختلف الاختصاصات..
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار