فصل الخطاب: الديمقراطية الغربية الملغومة..؟ بقلم رمضان بنسعدون
رمضان بنسعدون:
إن الغرب استخدم مكرا سياسيا لجعل ما اسماها الديمقراطية بأنها حكم الشعب كلغم يخدع به العالم و خاصة لينطلي ذلك على العرب و المسلمين الذين اتبع البعض منهم اليهود و النصارى في مساعيهم بخصوص هذه الديمقراطية للطعن في الدين الإسلامي الخاتم لأن أكبر مأساة تؤرقنا كعرب و مسلمين هي أن غالبيتنا خانوا الأمانة التي تركنا عليها مبعوث العناية الإلهية رسول الله صلى الله عليه و سلم التمسك بالقرآن و السنة .. فهذه الديمقراطية الغربية تحمل قوانين وضعية أنزلها البشر فأصبح حتى العرب يتعاملون بها فأخرجتنا عن جادة الصواب و أصبح شرع الله لا ياتمرون به و يتبعون منهجه ..
إلا أن الحكم ليس للشعب بل إن الحكم إلا لله ” و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون” ..في وقت أننا كعرب جعلنا الله راسا لا ذيلا و ” جعلناكم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر” ..كان من الأجدر أن نحقق الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج كأكبر تكتل سكاني عالمي لما يجمعنا من مصير و لغة و عقيدة و تاريخ مشترك واحد و نحقق بذلك بنك عربي موحد و زراعة عربية و صناعة عربية و أقمار صناعية عربية فلماذا تآمر الغرب مع بعض العرب للانقلاب على الحكم الشرعي لمرسي لأن الأخير قال قولته الشهيرة التي رفعت رأس العرب عاليا :”
سنحقق غذاءنا و دواءنا و سلاحنا” لأننا حاولنا أن نعيد المجد العربي من خلال الحضارة العربية لأن العلوم كلها التي سرقها منا الغرب الذي كان يرفل في دياجير الجهل في القرون الوسطى أدخلته ألى دائرة العلم و قد ذكر القرآن ” و إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات و الآرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان” ..لكننا أصبحنا جهلة و كلما حاولنا أن نبني الحضارة العربية مجددا إلا و الغرب يهدم يسعى دائما تكريس سياسة فرق تسد ..
فلما وصلت الحضارة و النهضة العربية عنفوانها سقطت غرناطة ثم سقطت بغداد مرتين على يد هولاكو في عهد المعتصم الذي انبطح و على يد بوش كآخر القلاع العربية القوية في عهد صدام حسين الذي قاوم و لم يستسلم و انهار العرب جراء الحروب التي يديرها الغرب بالوكالة في كل من اليمن، ليبيا و سوريا بعدما أعاد العراق إلى العصر الحجري و بذلك أصبحت الضربات ضد العرب و المسلمين تتجدد بإسم الديمقراطية الغربية الملغومة و كانت الضربة الموجعة التي تلقاها الغرب تلك التي وجهها لهم الملك فيصل خلال حرب أكتوبر 73 بقطع البترول كأكبر قوة محركة للاقتصاد العالمي و الوضع الذي نعيشه كان نتيجة تلك المرحلة و المرحلة نفسها هي التي نلاقيها في الوقت الراهن لأن العرب باحوا بأسرارهم فأصبح الغرب يتحكم فيهم كحديقة خلفية يجنون منها كل ما يريدون قطفه ..
لكن بالمقابل قال الله تعالى “و أن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون” و لن يتحقق النصر إلى بالرجوع إلى التمسك بالكتاب و السنة و في هذا قال عز من قائل ” و إذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديارو كان وعدا مفعولا”
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار