“فرحة” العيد تهزمها “ فراق الأم ….!

جريدة البديل السياسي :بقلم محمد أعبوز 

أمي منذ رحيلك والصمت يعذبّني ويزيد آهاتي، فلا أجد من أبوح له عما في داخلي غيرك، يقولون عيد وأنا ما زلت غارق في غيابك.راح الحنان، إلى غير عودة، فعن أي عيد تتحدثون؟

كم اشتاق لسماع صوتك حينما تناديني بأجمل كلمات الدلال، من المستحيل أن أنساك يا أمي يا أجمل شيء قد رحل عني، رحمة الله عليك يا غاليتي.يتحدّثون عن العيد يا أمي، ماذا افعل؟

أزهاري ذابلة لا يرويها شيء سوى عطر حنانك، ماذا افعل وجرحي كلّ يوم يكبر ويحفر ذكراك في الأعماق وكلما أتذكرك يتجدد في ذكراك ألف جرح وأموت أكثر، رحمك الله وأحسن مثواك.

في العيد أعيد قضم الذكريات، أحاول إحياء التفاصيل، أحاول وأحاول، ثم أنهار بكاءً، رحمك الله وجعل الجنة مثواكِ.في العيد أبكي بحرقة طفل، فقد رحلت عنّا سريعا وكأن حكاية رحيلك كانت حلم وكأنَّ الوداع كان وهم اطمئني يا أمي فنحن بخير، وأنتِ في ضيافة خالق الخلق.دائمًا في خيالي بسماتك وضحكاتك وأحاديثك العزبة، لا يمكن لها أن تمحوا من خيالي وذاكرتي.

آهٍ من لوعة الذكريات، في العيد الماضي كنتِ معي وفي جواري، كنت ترسمين ابتسامة على شفتيك بمجرد ان تري وجهي، هل أقول لك وداعا يا أمي هل يودع المرء قلبه ويظل نابضا بالحياة، عيدك في الحنة ان شاء الله.لا يوجد أي عيد من بعدك يا أمي، رحلتي ورحلت معك الفرحة والخير والبهجة.

العيدعلي يمر على بدون أمي، هو الجحيم، هو أقسى ما يمكن أن أنتخيل، لو كان بكائي يجدي لبكيت الدهر وأجريت من دمعي البحر والنهر ولو كان الرثاء يطفئ في قلبي الجمر أو يمنحني يوما بدونك صبرا لملأت الكون اناشيد ومن أجلك سطرت الكلمات شعرا وجعلت من دموعي يا أماه لكلماتك حبرا امي.

رحمك الله وأحسن مثواكِ.في العيد بدون أمي أبكي بحرقة طفل، فحتى الآن لا زال رحيلك وفراقك عنّي فاجعة شديدة لا يمكن أن توصف بالكلام، فقد تركت في قلبي ألمًا عميق فلا زالت دموعي تنهمر على فراقك كل ثانية ولحظة.

احتاج لقربك وحضنك يا أمي ولا أجدك.إنّه العيد  على الوجع، العيد ا على فقداني لروحي، فقد رحلتي يا أمي ولكن ذكراك الجميلة العطرة بقيت في روحي، وبقيت كلماتك الرقيقة.

اللهم ارحمها وادخلها فدروسك الأعلى من غير حساب ولا سابقة عذاب.في عيد الفطر أبكي كما يوم الفراق، رحمك الله يا أمي الغالية وأسكنكِ الله فسيح جنّاته، وألبسك لباس الحلي وأكرم نزلك وألبسك لباس الحرير وجعل شرابك من العسل..

ما أصعب العيد ا بدون أمي التي تركتني، وتركت وراءها مكانًا مليئًا بالشوق والشوق، ألف رحمة على روحك الطاهرة العيد  بدون أمي ضيّق، ذيّق على الروح حد الاختناق، فقد غادرت والدتي عنّي وأخذت الأوكسجين، وظلّت ذكراها في كلّ مكان.

وذهبت إلى الجنة العظيمة لتلك السمات وتلك الروح التي كان الجميع يؤلمون أن يفارقوها في هذا العيد الحزين.الروح التي أحبها، ليست معي في هذا العيد، ما أصعبه من شعور! وما أقصاه من قدر، فأسألك يارب أن ترتفع درجاتها عندك اللهم ارحمها واغفر لها ونور قبرها وسترها برحمتك يا أرحم الراحمين.