غيابات الحنين ..للشاعرة “ملاك زهرة”

جريدة البديل السياسي

غيابات الحنين ..للشاعرة “ملاك زهرة”

وإنها الأيام …تتداولني

تسقطني وترفعني

.. تبعثرني ..في حنين يزأر

والأشواق متمردة

تأخذني من حضن سكوني

و تشعل لهيبها في قلب يُهجر

و الروح حبلى بالألم

… تُجهض في جوفي جراحها

فروح تئن وقلب يُجبر

والساعات تراقص عقاربها..

تجعل يومي كبندقية

تصوب نحوي رصاصها

تصيبني فكيف لا أُكسر

كلما اقترب النسيان مني

أخذتني بوصلة اشتياقي

و أبى قلبي إلا أن يتذكر…

والندم طريق طويل

كلما مشيت فيه

ذبت في أمسي وتوسلت العمر

ألا أكبر

إني دفنت في الريح مشاعري

وصرت كبعض الغيمات

وإن كبر قهري أكفهر و لا أمطر

ودمع الروح في قصاصات استيائي

نار تلتهم الثنايا

وبركان في الروح يُسعر يُسجر

و تلك الأحلام فوق الوسادة المسجاه

عنيدة مثل أيامي

تأبى أن تُنسى و لا تحب أن تُقهر

وأنا بين أمسي وحاضري

أفتش عن أيام ..تسكنها الشمس

وبذور الورد في كل بساتين العمر تنثر

والأوجاع مساحات تجتاحني

تغرق أقصى حدود أمنياتي

وتسلب مني أحلاما تُزجر

مزاجي مضطرب الرغبات

و أفكاري تصارع عقلي

تدوخني تتفجر

لما هذا الصبح

كباقي صباحات غربتي

لا عائد فيه ولا خبر يُذكر

البعيدون عني

غرسوا فيَّ جراحهم

و بصمتهم في الروح طعنة خنجر

مابال قلبي كلما داعبتني نسائم ذكراك

صارت جراحي تشكوا مني تتذمر

إني أسمع أنين جراحي

وعمري على مذبح الأيام قربان يُنحر

لازلت أبحث عن سلام يقلني

إلى وطن فيه القلوب تصان ولا تُهدر

عش في مسام أمنياتي

روحا تتنفس .. وقلبا لا يموت

ولا يُأسر

وكن في ثنايا ذكرياتي

كالروح مني لا تنفصل عني

ولا تُبتر.