البديل الوطني

عودة قوية لأباطرة المخدرات (شبكة غبوتا ومن معه) إلى شاطئ بوقانا…وعصابات مسلحة تتولى حمايتهم وعملية تبييض لمليارات في المجال العقاري وشركات استيراد وهمية

رشيد -أ – تمزيغت – جريدة البديل السياسي:

يبدو أن التساهل والعقوبات المخففة مهدت الطريق للعودة القوية لكبار أباطرة المخدرات إلى معاودة مزاولتهم لنشاطاتهم السابقة عبر شاطئ بوقانا وبحيرة مارتشيكا وباقي شواطئ إقليم الناظور حيث لا يكاد يمر يوما دون أن يلاحظ المرء بالعين المجردة تحركات لغرباء على مدى طول شاطئ بوقانا المهندس وخاصة عند النقط المصنفة ضمن النقاط السوداء(33) و (34) التي يتزعمها (غبوتا) ومن معه كما أن عصابات مسلحة تستبق كل عملية إبحار فتقوم بتمشيط المنطقة بدقة تجنبا لأي طارئ أو مواجهة سواء مع عصابات منافسة آو حتى مع فرق أمنية.

كما حدث لقائد سرية الدرك بميضار (كوماندار) بحر الأسبوع الماضي الذي وجد نفسه محاصرا من طرف عصابة مسلحة عرقلت وشلت تحركاته إلى حين استكمال عملية شحن المخدرات على متن زوارق نفاثة ثم بعدها تم فتح الطريق في وجهه وكانت العملية قد تمت بنجاح…هذه العصابات المسلحة بأسلحة نارية بعضها على شكل مسدسات رشاشة مثلما هو الشأن لتاجر السموم ببني شيكر فرخانة (كمال) الذي يحترف مهنة رئيس عصابة تحمي الأباطرة وفي نفس الوقت مروج للسموم البيضاء بالجزيرة المهندس والمعروف ب (الصيادي) بدوار أولاد الشعيب والذي تربته علاقة التجارة المشبوهة مع شبكة (غبوتا ومن معه) و محروس من طرف جيش من المخبرين منهم حتى أعوان سلطة (مقدم) كما أن أباطرة المخدرات قليل ما يظهرون للعلن على الشواطئ ويكتفون بتسخير(حمالة) وخدمات العصابة المسلحة التي تتكفل بكل شيء من مراقبة وإدارة عملية نقل وشحن المخدرات وحتى عملية التفاوض مع المشرفين على نقاط الحراسة.

وتقول دراسة أشرف على إنجازها مختصون تابعون للأمم المتحدة أن عائدات تجارة المخدرات بالمغرب بلغت سنة 2020 ما يناهز 18 مليار دولار بزيادة كبيرة مع آخر دراسة أنجزت سنة 2014 إذ بلغت حينها10.4  مليار دولار كأرباح جناها المهربون من تجارة الحشيش وكان للشمال نصيب 70% من تلك التجارة حيث أفادت الدراسة ذاتها كون كبار المهربين يعمدون إلى تبييض تلك العائدات المالية في مجال العقار وقد لوحظ مؤخرا ظهور وجوه جديدة بالناظور تستثمر وتبييض أموالا طائلة في مجال البناء وإحداث تجزأت سكنية حصلت على تراخيص بسرعة البرق.

كما بدا واضحا ارتفاع ثمن العقار من جديد وخاصة بحي المطار وأطراف حي عاريض ومنطقة الفيلات…لأن أباطرة المخدرات لا يهمهم ارتفاع ثمن العقار بقدر ما يهمهم نجاح عملية تبيض أكبر عدد ممكن من المليارات وإبعاد كل الشبهات على مصادر تلك الأموال مستغلين بذالك ضعف السلطة وسهولة احتوائها وكذالك تخبط الحكومة فيما يخص إخراج قانون من أين لك هذا مع العلم غالبا ما نجد كبار مبيضي الأموال يعمدون إلى إشراك مسؤولين محليين أو زوجاتهم أو أقاربهم وجعلهم شركاء في أي شركة عقارية يؤسسونها وذالك لسهولة الوصول إلى الشباك وسرعة الحصول على كل الوثائق الإدارية وكذالك تسريب معلومات إدارية فما على السلطة إلا التحقق..كما أن بعض الأباطرة يعمدون إلى تأسيس شركات استيراد بأسماء وهمية و مكاتب لا وجود لها سوى على الورق.

وذالك من أجل غسل أموال هي أصلا من عائدات المخدرات ولنا بالناظور أمثلة عديدة لمن أراد الوقوف عليها…

إن محاربة المخدرات لا تتم عبر مداهمات ولكن عبر ضرب الحسابات البنكية لأصحابها و مساءلتهم عن مصدرها…كما أن التساهل مع هذه الفئة سيجعل الدولة تدفع الشيء الكثير والغالي حال انحراف الأباطرة واستقطابهم من طرف الجماعات المتشددة وتلك هي الطامة الكبرى…إن الورم يتم استئصاله عند ظهوره مباشرة لإيقافه نهائيا لكن إذا ترك حتى يتكاثر فيصعب استئصاله…

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار