بقلم: [رشيد اخراز ]- جريدة البديل السياسي
قد يبدو صوت الأب المرتفع أحيانًا مخيفًا، وقد تحسّ كأن كلماته الصارمة تحمل قسوة غير مبررة. لكن خلف تلك النبرة الجادة، يقف قلب محب، يخفي حنانًا لا يُقاس، وحرصًا لا يُرى بالعين المجرّدة.
الآباء لا يولدون قساة. بل هم رجال تحملوا أعباء الحياة، وسهروا على راحة أسرهم، وخبّأوا ضعفهم خلف جدران الصمت والقوة. وحين يوبّخك أبوك، فهو لا يفعل ذلك لأنك فشلت، بل لأنه يؤمن أنك قادر على الأفضل. هو لا يصرخ لأنك لا تستحق، بل لأنه يرى فيك من تستحق أن تنجح، أن تتفوق، أن تكون أقوى منه.
التوبيخ ليس نقيضًا للحب. بل أحيانًا يكون أحد صوره القاسية، التي يصعب فهمها في لحظتها.
فالأب لا يملك دائمًا أدوات التعبير الرقيقة كالأم، لكنه يحب بصمته، بصرامته، وبكل نظرة حادة تخفي دعاءً في القلب لا يُسمع.
علينا أن نعيد النظر في مشاعرنا تجاه هذه المواقف. لا نتسرّع في الحكم على آبائنا، ولا نغلق أبواب قلوبنا بسبب لحظة توبيخ. لنعلم أن تلك اللحظة قد تكون تعبيرًا صادقًا عن خوف عظيم، وحبّ لا يُقال بالكلمات.
وفي نهاية المطاف، حين تصبح أبا ، ستفهم.
تعليقات
0