عبد الواحد خمخم: قصة صمود في خدمة الثقافة والوطن في قلب جبال الريف، وتحديدا في مدينة أزغنغان العريقة،
بقلم الأستاذ جمال الغازي – جريجة البديل السياسي
عبد الواحد خمخم: قصة صمود في خدمة الثقافة والوطن في قلب جبال الريف، وتحديدا في مدينة أزغنغان العريقة،
نشأ الأديب والمناضل عبد الواحد بن محمد عبد القادر خمخم، الذي مزج بين النضال السياسي والعمل الثقافي والاجتماعي طوال حياته.
منذ نعومة أظافره، حمل على عاتقه هموم الوطن، واستمد من تجاربه العميقة حكمة وصوتًا أدبيا صادقا.
كانت سنوات شبابه مدرسة تكوينية له، حيث تعلم فنون السياسة وقيم التضامن التي ميزت جيله، والذي عرف بالنزاهة والأخوة التي طبعت منطقة الناظور والريف بروح التعاون.
وُلد عبد الواحد خمخم عام 1963 في قرية إعلاطا بني بويفرور بأزغنغان، وبدأ مسيرته المهنية مستخدمًا قبل أن يتحول إلى التجارة، لكنه ظل وفيًا لمساره النضالي والفكري.
انضم إلى أحد الأحزاب الوطنية، حيث اكتسب خبرة سياسية ومعرفة عميقة في العلوم والحكمة، ما أهله ليكون كاتبًا مؤثرا يحمل رسالة أدبية ذات قيمة.
يؤمن أن الكتابة مسؤولية عظيمة تتطلب تضحية كبيرة، واستشهد في كتاباته بآيات من القرآن الكريم تؤكد ثقل الأمانة، مثل قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} (الأحزاب: )72
بدأ نضاله السياسي في سن مبكرة عام 1974-1975، حيث كان يوزع المنشورات ويرسم الجداريات في مليلية المحتلة.
هذه المدينة، رغم احتلالها، ظلت محفورة في قلبه ووجدانه. وبالتوازي مع هذه الأنشطة السياسية، كان عبد الواحد يلعب مع أقرانه غير مدرك تمامًا أنه جزء من حركة نضالية أوسع. في الثانية عشرة من عمره، التحق بالمدرسة الابتدائية بعد أن بدأ تعليمه في “لمسيد”، واستمر في العمل السياسي من خلال اجتماعات إقليمية أسبوعية.
حيث كان يُعنى بأوضاع القبائل والجماعات في الناظور. تجلت قيم التضامن بينه وبين جيله، رغم أن العديد منهم كانوا أميين، إلا أنهم تمسكوا بالتقاليد والأعراف المتوارثة واعتبروا التضامن جوهر النضال.
شارك عبد الواحد في العديد من المؤتمرات الحزبية والشبابية، وكان له دور محوري في تأسيس مكتب نقابي للدفاع عن حقوق العمال، وخاصة عمال “سيف الريف”.
كما أسهم في الحفاظ على حقوقهم ومعاشاتهم وسط بيئة تشوبها الفساد. مهام وإنجازات: محافظ الوثائق ورئيس لجنة الصحافة في شبيبة الحزب
. عضو بجمعية القدس المعروفة سابقًا باسم “التضامن”. عضو في العديد من الجمعيات الثقافية والاجتماعية.
. ممثل المجلس الأعلى للإعلام الفلسطيني في المملكة المغربية. مراسل جريدة “نيوز” الإلكترونية بالمملكة الأردنية. رئيس مجلس إدارة منتدى “مملكة القلم”. عضو مؤسس في حركة “متطوعون من أجل الناظور الكبير”. عضو سابق في رابطة الكتاب الشباب بالريف. أمين المال بجمعية “إين أومازيغ” للتنمية بأزغنغان. عضو في حزب الاشتراكي الموحد. طوال مسيرته النضالية والجمعوية.
ظل عبد الواحد خمخم يعمل في صمت بعيدًا عن الأضواء، مكرسًا جهده لخدمة وطنه ومدينته والإنسانية أينما احتاجت. تكريمه من جمعيات محلية وعربية يعكس عمق إسهاماته، حيث منحته العديد من الجهات، مثل اللواء العسكري الفلسطيني، رتبة “مريشال”، ومنحه المجلس الأعلى للإعلام الفلسطيني “درع القدس”، إلى جانب شهادات دكتوراه فخرية في الأدب العربي.
عبد الواحد خمخم ليس مجرد أديب وشاعر وناشط حزبي، بل هو رمز نضالي جسد قيم التضامن والوفاء.
عاش حياته بشجاعة وإيمان عميق بضرورة الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية والكرامة.
اقول : يظل عبد الواحد خمخم مثالا حيا لرجل نذر حياته لخدمة الوطن والثقافة، متسلحا بالقلم والنضال. لقد أثبت أن العمل الصامت والمخلص هو السبيل لتحقيق التغيير الإيجابي، وأن القيم الإنسانية مثل التضامن والوفاء لا تزال تشكل الأساس المتين لكل جهد نبيل.
رحلته الحافلة بالعطاء تظل ملهمة للأجيال القادمة، تشهد على أن النضال من أجل العدالة والحرية لا يرتبط بمكان أو زمان، بل هو واجب مستمر لا ينتهي.
الواحد خمخم، الأديب والمناضل، يبقى رمزا خالدا في ذاكرة الريف والوطن.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار