جريدة البديل السياسي:
نجح مختل عقليا، صباح السبت، في ولوج مقر ولاية الأمن بالرباط، وطعن خمسة أمنيين برتب مختلفة، وأصابهم بجروح متفاوتة الخطورة، أحدهم في وضعية صحية صعبة، ما تسبب في حالة استنفار أمني قصوى، اضطر خلالها مسؤولون أمنيون كبار إلى قطع عطلتهم والعودة إلى الرباط، كما فتح بحث إداري لتحديد المسؤوليات حول عدم استعمال السلاح الوظيفي، ضد مقتحم بناية الأمن.
وفي تفاصيل القضية، ولج المختل عقليا، الذي يتحدر من حي يعقوب المنصور بالعاصمة الإدارية، لولاية الأمن، حوالي التاسعة صباحا، ثم أشهر سكينه وشرع في توجيه طعنات لرجال الأمن، كما صعد بسرعة أدراج الولاية إلى طابق علوي، وأوقفته عناصر الشرطة بباب المصلحة الإدارية الولائية، وأحكمت عليه قبضتها وجردته من السكين، كما أظهرت الأبحاث الأمنية الأولية التي أجريت، طيلة أول أمس (السبت)، أنه مختل عقليا ويتسكع بين دروب حي يعقوب المنصور بالرباط.
وأوضحت المصادر أن رجال الأمن المصابين نقلوا إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج بعد إصابتهم بطعنات المختل عقليا، وطرح عدم استعمال أسلحتهم الوظيفية العديد من علامات الاستفهام، خصوصا أن المختل، حين ولج باب مقر ولاية الأمن بحي حسان، أشهر سلاحه الأبيض، وشرع في مطاردة عناصر الأمن العاملة بنظام الديمومة، ما قد يعرضها لعقوبات إدارية بعد تحديد المسؤوليات.
ووتفيد المصادر أن يحال الموقوف على مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية بسلا، قصد إجراء خبرة طبية عليه، قبل اتخاذ القرار القضائي المناسب في حقه، رغم أن المعطيات التي جمعها عنه المحققون تشير إلى توفره على ملفات طبية، واستدعي أفراد من أسرته طيلة اليومين الماضيين.
من جهة أخرى، عاشت مختلف مصالح سرية الدرك الملكي بسلا ليلة، أول أمس (السبت)، ساعات عصيبة، بعدما تقدمت زوجة تشتكي عنف زوجها بدوار سيدي إبراهيم بولعجول بمحيط مطار الرباط سلا. وأثناء توجه أفراد الدرك إلى المنطقة، واجههم الزوج الستيني بأسلحة بيضاء وأصاب ستة منهم، نقل أحدهم في وضعية حرجة إلى المستشفى العسكري لتلقي الإسعافات، ورتقت الهيأة الطبية جروحه بثماني غرز، فيما تبينت إصابة الدركيين الخمسة بجروح خفيفة بعد إصابتهم بالحجارة والعصي في أطراف مختلفة من أجسادهم.
وحسب نفس المصادر ، صعد الستيني الذي انتابته حالة هستيرية إلى سطح منزله وشرع في رشق عناصر الدرك بالحجارة، فاستقدمت قوات التدخل عناصر أخرى إضافية، معززة بالكلاب البوليسية المدربة، فيما تحصن الظنين في سطح المنزل، وكلما اقتربت منه عناصر التدخل إلا وهدد بقتلها والانتحار، وتفادت قوات التدخل إطلاق النار على المتورط، حفاظا على حياة الفضوليين وأبناء الدوار الذين تجمهروا بمكان الحادث.
وظلت قوات الدرك تحاصر الظنين حوالي ست ساعات إلى أن استسلم، حوالي الثانية من صباح أول أمس (السبت)، وبعدها نقل إلى مقر المركز القضائي للدرك الملكي بالمدينة، فأمرت النيابة العامة بوضعه رهن الحراسة النظرية للتحقيق معه في تهم العصيان ورفض الامتثال وإيذاء أفراد القوات العمومية أثناء مزاولة مهامهم وحيازة السلاح الأبيض والعنف ضد الزوجة.
تعليقات
0