بقلم ذ.محمادي راسي -جريدة البديل السياسي
(صيـــحـــــة عـــــابــرة )ــــ109
حـــــال مـــديـــنـــي ……../؛
فــــي رمـــضـــــان …؟؟!!.
=============
تعزب ثم أصبح غريبا بسبب عزقه ورعنه ؟؟،يعيش في معزابة يريد العزوف ، ولكن شتان ..اا، بسبب رهقه وتناوله الرهيق ، إلى أن صار مرهقا في عيشه ، ومرهّقا رهيشا مائرا ،بعلة نزقه وطيشه وبطشه وبغته في سلوكه ، يعيش أياما رمضانية في عزلة ومحنة ،يمور مشيا في الشارع ،أوراكنا في المنزل ، كأنه ريشة معلقة في السماء ،أو في وضعية منزلة بين المنزلتين ،لا يركع ولا يسجد ولا يصلي ولا ……يريد أن يكون حرا طليقا ، وشيخا “للكفر في حومته “، وسلطانا لإحدى المقاهي ،يتصرف كيفما يريد بدون احترام للجيران ،حتى في شهر رمضان ،إنه يلعب ولا يبارح مكانه المعتاد ، بسبب استراتيجية يعرفها هو وحده ….
اليوم الأول من رمضان، حدثت مشاجرات كثيرة في السوق والشوارع …. بالكلام الفاحش لا تستطيع التبعض ،من هضل وملاسنات شديدة بذيئة إلى مشاداة عنيفة ؛من كدم ولطه ولطم ولهط ولكم وطث ،كأننا أمام حلبة الملاكمين بدون صنف ووزن وحكم ، وركل كالحمار، ورفس كالناقة ،ولبط كالبغل ، واشتباك بالأيدي…. مما نتج عن ذلك ؛من شج ودمغ وجروح وقروح ، وجرت الدماء في شهر فضيل معظم بجيل ،أكثر قيمة من الأشهر الحرم التي حرم فيها سفك الدماء والقتال ،وهكذا يوميا شجارا وحمشا وهلم حنقا وغنصا وغيظا ، وخلال هذا الشهر المبارك ،شهر التآخي والتعاون والاختبار والابتلاء ،والمساواة المعنوية ليشعر الغني وهو صائم ،بما يشعر به الفقير المعدم في أيام الإفطار ،فما أسباب هذا السلوك ؟،هل هو ناتج عن صوم ؟،أم عن سغب ؟ ،أم عن نقص في فيتامينات من نوع جديد…؟؟ ،فهذا التصرف لا يصدر إلا عن أهضاء من الرطائط ،والمستنكفين والمرضى عقليا ونفسيا ..؟؟،اللهم إننا نسألك اللطف ،ونعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
في مساء نفس اليوم حدث بالشارع الرئيسي تقريبا ما يحدث
في الملاعب ،شباب يتشابكون ويجرون مترادفين ،كما يحدث في الكرة المستطيلة (الركبي) ،أو كما يحدث في حفل “سان فيرمين”san fermin” “بإسبانيا ، حينما تخرج الثيران المخصصة للمصارعة إلى الشوارع ،والشباب يعدون وراءها ،فتقع الكسور والجروح وحتى الموت أحيانا ،فما سبب هذا السلوك العدواني في شهر رمضان الذي يرمي إلى استحلال الدماء والقتل ….؟؟ ،على المسؤولين أن ينتبهوا إلى هذه الظاهرة غير الصحية ،ظاهرة العنف التي تعمل على خلق الفتنة والبلبلة والفزع ،في فضاء هذه المدينة الوديعة ،لا بد من معرفة مصادر هذا السلوك العدواني الذي يتنافى والشريعة الإسلامية والقانون والتقاليد والأعراف …اااا .
إن ثقافة الإهمال ،وانعدام ثقافة حسن التسيير والتدبير ،وغياب التنظيم في الأسواق والشوارع والحدائق ،وعدم مراقبة السلوك الممارس في الشارع والأماكن العمومية ،كل هذه العوامل وغيرها هي المسببة لهذه الظواهر،والمسؤول الأول هو الأسرة ،والسلطات المحلية والأمنية ،وأصحاب الشأن المحلي .
جميل جدا ،ومفيد أكثر ،أن نخرج في هذه الليالي الصيفية الجميلة ،وفي أجواء رمضانية بعد أداء التراويح ، للاسترواح وترويح النفس لتنتعش ،والقيام برياضة المشي ،والجلوس في المقاهي لشرب الشاي وغيره مما هو حلال طيب ،والذهاب إلى المطاعم لأكل ما لذ وطاب من الأكل ، والقعود في الحدائق تحت أضواء المصابيح، لنستريح من عناء المشي ،والتأمل في فضاء الحديقة ،إلا أننا جميعا دون استثناء ،لا نجلس في الأماكن المخصصة للجلوس ،ولا نسير في المسالك الخاصة للسير ، فهل يعقل أن نجلس في الحدائق فوق الأعشاب ؟ ،ثم البعض يتناولون ما هو مكروه ومحرم وممنوع ،بل ما هو مفسد للصحة والعقل ، أمام المارين والأسر ؟؟.
إننا قاطبة في حاجة إلى منظومة تربوية ،تخص المجتمع بأسره ،لنسير وفق سلوك قويم، ونهج صحيح في معاملاتنا وعلاقاتنا الاجتماعية ،ونحقق السلوك الحضاري ؛في المشي، والجلوس، ورمي الكناسة في المكان المخصص ،واحترام الآخر ،والشارع، والملك العام ،والمنشآت العمومية ، ومساعدة الضعيف ، والأخذ بيد الأعمى وهو يريد قطع الطريق … أما في السوق فعلى البائع ؛أن يكون مهذبا لبقا مع الزبناء، مراعيا ظروفهم ،ونظيفا في هندامه ، فليس كل من هب ودب بقالا / قصابا …فلا بد من شروط لينتظم ويلتزم بها كل بائع ، هذا من اختصاص الشأن المحلي ….. هذه المنظومة في تطبيقها سيحكم علينا ؛ بأننا واعون ومتحضرون ومثقفون ، وكل واحد وفق عمله واختصاصاته،إن الإنسان يبلغ بالنظام ما لا يبلغه بالذكاء، وكذلك يسعد ويحقق سعادته بالأخلاق والإيمان ،لا بالتهور والتكبر والتجبر والنزق والفسق والشقاق والنفاق .
وأخيرا إن رمضان هو وصفة طبية ،وحمية غذائية صحية ، مفيدة للنفس والجسم والمعدة ،وتربية على الصبر والطوق والتحمل من حيث الجوع والعطش ، وتهذيب النفس على القناعة ،لأنها راغبة إذا رغبتها ،والشعور والإحساس بالضعيف والمسكين والفقير وذي العوز والمتربة ،وتربية الإنسان على الرجوع إلى البيت في الغروب ، بدلا من الساعات الأخيرة من الليل ،والابتعاد على المحرمات والرذائل ، في هذا الشهر نقدر الوقت ،ونهتم به ونعد الدقائق والثواني ،من حيث وقت المغرب والسحور، وكما قال شوقي :
دقات قلب المرء قائلة له ///إن الحياة دقائق وثوان .(ي)
وليس شهر رمضان ؛ شهر رفث ولعب و نفط ونفض وفض وضهد ومضاهبة ، وإنما هو شهر المساواة والخير والبركة والتواصل والتراحم والتعبد والتقرب إلى الله ،وهو الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس ،وفي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.،وأختم هذه المقالة بالحديث النبوي المشهور والمتداول “شهر رمضان ؛أوله رحمة ،وأوسطه مغفرة ،وآخره عتق من النار “.
ويستحسن الإشارة إلى تسمية رمضان ، رمضان: جاءت التسمية من الرمض وتعني حرقة القيظ .
الرمضاء :شدة الحر /الأرض الحارة الحامية من شدة حر الشمس،وأيضا رمضان الرماد الممزوج بالحجر الصغير الذي يستدفئون به ….وكان اسم رمضان في الجاهلية ؛ الناتق أو الناطل ، والناتق من الناقة أي كثيرة الولادة ،أو من الناطل وهو كيل السوائل .
قال الشاعر :
المستجير بعمرو عند كربته ااااا
كالمستجير من الرمضاء بالنار.
إشارة إلى قصة كليب ،حين طعنه عمرو الملقب جساس ،فألقاه على الأرض ،فقال كليب يا عمرو أغثني بشربة ماء فأجهز عليه .
وفي اللغة الآرامية ورد اسمه باسم “رمع “، أي رمض ، الضاد العربية تقابلها العين الآرامية ،وقيل جاءت التسمية من رمضة النصل ،كانوا يرمضون الأسلحة في شهر رمضان ، استعدادا للحرب في شوال قبل دخول الأشهر الحرم ، وقيل إن التسمية أطلقت أول مرة في زمن حلول فصل الحرارة …وثمة تعاريف وتسميات مختلفة ، بل ؛مقالات وآراء ومؤلفات … …فالعلم خضم شاسع معقد ،وبدون ساحل ….يصعب الخلاص والاهتداء إلى الصواب في غياب المنطق والاستئناس والاقتناع ، نظرا لتضارب الأقوال ، واختلاف الروايات …. والغوص فيه أي؛ في بحر العلم بدون معرفة العوم ؛سيكون المصير الغرق والهلاك …. ؟؟ااا.
تعليقات
0