صيدلية الحراسة والدرهم الواحد .. .بقلم الأستاذ فارس الرواح
الأستاذ فارس الرواح – جريدة البديل السياسي :
صيدلية الحراسة والدرهم الواحد ..
بعد صلاة التراويح قصدت إحدى صيدليات الحراسة عندنا بمدينة زايو من أجل اقتناء دواء كنت في حاجة إليه .
وصلت فوجدت بعض المواطنين ينتظرون دورهم عند باب الصيدلة فوقفت أنتظر معهم ، حينما وصل دوري كانت سيدة في عقدها الخامس ويبدو عليها ما يبدو على المريض من تعب وإرهاق تشتري دواء لا يتجاوز ثمنه العشرون درهما ، قالت لصاحبة الصيدلة ” خاصك درهم صحابلي كيدير غي 17 درهم ‘ صاحبة الصيدلة وفي موقف مخز وغير إنساني ينم عن جشعها وعن بخلها طلبت من السيدة المسكينة ترك الدواء والذهاب لإحضار الدرهم ، نظرت السيدة خلفها وكأني بها تستنجد بأحدنا ليدفع عنها الدرهم فهي لا تقوى الذهاب إلى المنزل ثم العودة مرة أخرى من أجل درهم واحد .
تدخلت وقلت خذي دواءك سيدتي أنا سأدفع ، أخذته ثم خرجت وسمعت منها كلمات الشكر والثناء كانت أولى بها صاحبة الصيدلة لو أنها تنازلت عن ذلك الدرهم .
ما قامت بها صاحبة الصيدلة وهي مالكة لها وليست مجرد مستخدمة بها مع ما تجنيه الصيدليات من أرباح فهو أمر غير إنساني تماما ، فالصيدليات حدد لها القانون نسبة الأرباح يقال أنه ثلاثون في المائة ، بعض أصحاب الصيدليات يتنازلون لزبنائهم عن نسبة خمسة في المائة وبعضهم الآخر عن عشر في المائة وبعضهم ربما أكثر أو أقل لكن هذه السيدة للأسف الشديد رفضت التنازل عن درهم واحد .
حينما سمعتني بأنني سأدفع ونظرت إلي وربما شعرت أن ما قامت به لم يرق لي ولغيري من الحاضرين الواقفين ، ارتبكت وقالت ” لا لا صافي معليش ” هزي درهم ديالك ” قلت لها ، كان عليك الا تحرجي تلك السيدة المسكينة وتطلبي منها ترك الدواء والذهاب لغاية منزلها والله أعلم في أي حي تقيم من أجل إحضار درهم واحد أي جشع هذا !!!!؟ .
صيدلة الحراسة هذه أضفتها إلى باقي الصيدليات السوداء عندنا بمدينة زايو ، جشع ما بعده شجع ، مع أنه في المقابل هناك والحمد لله صيدليات أصحابها مشهود لهم بأعمال الخير وخدمة الناس وحسن التعامل والأخلاق العالية والتنازل عن نسبة الأرباح لزبنائهم ولغيرهم ، في حين أن صاحبة صيدلة الحراسة لم تتنازل عن الدرهم الواحد للأسف الشديد .
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار