صناعة التفاهة بمواقع التواصل الاجتماعي.
جريدة البديل السياسي رشيد اخراز
تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي في وقتنا الراهن الوعاء الأكبر في الشبكة العنكبوتية، وذلك باعتبار أنها مباحة للجميع بلا شروط أو قواعد، فيمكن للجميع استخدامها واللجوء إليها دون شرط أو قيد. فالكل من حقه أن يدخلها الجاهل والمنحرف والمجرم والنصاب…
فلا حدود ولا مزايا لمن يريد استخدامها، ولعل الخطأ الأكبر في هذه الخدمة العولمية الحتمية أنها تفتقد للمعايير التي تحفظ مكانة المحتوى الهادف وتعطيه قيمته الحقيقية. وفي سياق مواز، شجعت هذه الشبكات على سطحية التفكير، فسابقا كان التفكير أعمق والمقال والعمود كان أعمق كذلك، والآن أصبح سطحيا وأصبحت المعلومة بلا معنى، بلا تحليل وبلا تفكير وهذه هي مشكلة العصر الرقمي ، فالنجم اليوم في شبكات التواصل الاجتماعي ليس المفكر وليس الكاتب وليس المثقف بل هو التافه، وكلما زادت تفاهة هذا النجم زادت نجوميته، وذلك لأن السوق الرأسمالية في الإعلان التجاري تعتمد زيادة أرباحها على عملية زيادة التفاهة عند الناس .
فاصبح المحتوى يفتقر إلى الجدية أو القيمة الثقافية والفكرية، و يركز عادة على الأمور السطحية أو التافهة مثل الشائعات، الأخبار المزيفة، هذا النوع من المحتوى ينتشر بسرعة بفضل خوارزميات هذه المنصات التي تحفز التفاعل السريع، مما قد يؤدي إلى تآكل مستوى الوعي الجماعي وتشتيت الانتباه عن القضايا المهمة.
على الرغم من أن مواقع التواصل توفر منصات للتعبير الحر والابتكار، فإن كثرة المحتوى التافه قد يؤدي إلى ضعف التفاعل مع المواضيع الجادة والمفيدة.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار