جريدة البديل السياسي |منبر البديل السياسي

صرخة التعليم في جهة الدار البيضاء-سطات: مدرسة عمومية تغرق وسط الإهمال والتهميش.

541089244_1314352490481275_7300670426596391935_n

جريدة البديل السياسي – نورالدين عمار.

في مشهد درامي قاتم ينذر بالانفجار، أصدر المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم، المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بجهة الدار البيضاء-سطات، بيانًا ناريًا يحمل بين سطوره مرارة الواقع الذي تعيشه المدرسة العمومية على عتبة موسم دراسي جديد، موسوم بالارتباك والتخبط.

البيان الذي جاء عقب اجتماع يوم السبت 30 غشت 2025، لم يترك مجالاً للشك في حجم الأزمة، حيث تحدث بلغة حادة عن اختلالات بنيوية تتكرر كل سنة، وتغرق التعليم العمومي في دوامة من التدهور والتهميش.

خصاص مهول في الأطر التربوية والإدارية، تأخر مزمن في صرف المستحقات، تعويضات معلقة، وتكليفات عشوائية تُلقي بمهام إضافية على كاهل شغيلة التعليم في خرق فاضح لكل القوانين والمساطر.

واقع المؤسسات التعليمية، كما صوّره البيان، لا يقل سوداوية. فحتى المدارس المصنفة ضمن “الريادة” تعاني من هشاشة بنيوية وتجهيزية، ومرافقها الأساسية مغلقة في وجه التلاميذ، في حين تستمر الأشغال في أخرى رغم انطلاق الموسم الدراسي.

أقسام مكتظة إلى حدود الانفجار، غياب التجهيزات والوسائل التعليمية، صبيب أنترنت ضعيف إن لم يكن منعدمًا، وشبكات اتصال لا تُسعف العاملين في أداء مهامهم. الاتهامات لم تقف عند حدود البنية والتدبير، بل طالت أيضًا طريقة تمرير الصفقات الخاصة بالنظافة والحراسة، والتي حوّلت خدمات أساسية إلى مجال للسمسرة على حساب العاملات والعاملين وكرامتهم. أما السكنيات، فغارقة في الفوضى وغياب معايير واضحة، مما يفتح الباب أمام المحسوبية والزبونية.

ولم يتردد المكتب في توجيه أصابع الاتهام للسياسات النيوليبرالية المتبعة، التي وصفها بأنها ممنهجة ومقصودة لضرب المدرسة العمومية وتفكيكها تدريجيًا، لصالح منطق السوق والخوصصة.

كما حمّل الجهات الرسمية مسؤولية الترويج لصورة وردية مغشوشة عن واقع تعليمي منهار، يتم فيه تغييب الشفافية، وتهميش الحوار، وإقصاء الفاعلين الحقيقيين من دوائر القرار.

في ظل هذا الوضع المحتقن، أعلن المكتب عزمه عقد مجلس جهوي طارئ من أجل تسطير برنامج نضالي جهوي تصعيدي، يواكب النضالات الوطنية ويدافع عن كرامة الشغيلة التعليمية، وعن الحق في تعليم عمومي مجاني، ديمقراطي، وجيد.

. بهذا البيان، تكون النقابة قد أطلقت صفارة إنذار جديدة، مفادها أن الصبر نفد، وأن المدرسة العمومية أصبحت في قلب العاصفة. فهل من مجيب؟ أم أن اللامبالاة ستستمر في اغتيال الأمل، جيلًا بعد جيل

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي