ضيف البديل

صدى الواقع (460): حريق_المركب_التجاري كتب: عبد المنعم شوقي

جريدة البديل السياسي :

صدى الواقع (460):

#حريق_المركب_التجاري

كتب: عبد المنعم شوقي

قدر الله ما شاء فعل، وشب حريق بجزء ليس يسيرا من سوق المركب التجاري بالناظور.. قدر الله أيها الأحبة أن يتضرر عدد لا يستهان به من أرباب المحلات التجارية لتتضاعف معاناتهم بعد معاناة الركود الناجم عن فيروس كورونا..

 

لا أحد منا كان يتمنى مثل هذا المصاب الجلل، ولكننا نحمد الله تعالى حمدا كثيرا أن الحريق لم يلتهم السوق بأكمله، وبأن الحريق حدث ليلا حينما كان فارغا من حشود المتسوقين.. فلو كان الوضع غير ذلك لتفاقمت الخسائر، ولتزايد عدد الضحايا. وبمناسبة الحدث والحديث، فلا بد في بداية الأمر أن نستنكر ونشجب ما قامت به زمرة من المنحرفين الذين استغلوا هذه المأساة لنهب وسرقة كل ما وجدوه أمامهم من سلع وحاجيات..ونأسف لمثل هذه الممارسات..

وبالمناسبة أيضا، لابد أن ننوه بالتدخل الفعال لرجال أمننا الوطني وأفراد قواتنا المساعدة..فقد استطاعوا في ظرف وجيز أن يستجمعوا كل مواردهم البشرية، وأن يطوقوا المكان بمزيد من التنظيم والتأمين. ولعل مثل هذه التدخلات هي التي جعلت المغاربة اليوم لا يثقون في أي حكومة أو حزب، بل إنهم يجعلون كامل ثقتهم في المؤسسة الملكية أولا، وفي رجال ونساء أمننا الوطني ثانيا باعتبارهم يسهرون على أماننا وطمأنينتنا بعيدا عن الألاعيب السياسية والوعود الفارغة.

 

وإذا كان الواجب يحتم علينا أيضا أن ننوه بتدخلات الوقاية المدنية، فإنه من المفروض علينا أيضا أن نتساءل:

هل وقايتنا المدنية بالناظور تتوفر على أسطول جاهز لمثل هذه المآسي والكوارث؟؟ هل هي في مستوى الآمال والتطلعات؟؟.. ومن جانب آخر أيها الأحبة، هل مندوبية الصحة استجمعت طاقمها الطبي والتمريضي تحسبا لكل الضحايا المحتملين؟؟ هل نهجت نهج أمننا الوطني في اليقظة والاستعداد للطوارئ؟؟ هل كان المستشفى الحسني جاهزا لاستقبال المصابين المفترضين؟؟..

لاشك أن حريق المركب التجاري ليس الأول من نوعه.. فلقد سبقه حريق الجوطية وحريق جزء من المركب نفسه وحريق سوبرماشي الشهير..

فماذا أعددنا لتلافي مثل هذه الكوارث؟؟ وماذا أعددنا لعدم السقوط في نفس الخسائر الفادحة؟؟.. لاشيء حسب رأيي المتواضع.. فالأمر يحتاج لخطة طوارئ قبلية وجاهزة من طرف العديد من المتدخلين كمجلس الجماعة والسلطات المحلية و مكتب الماء والكهرباء والوقاية المدنية ومندوبية الصحة وغيرها من الشركاء لمواجهة الكوارث.. فهل هي كائنة وقابلة للتنفيذ؟؟ هل هي واردة لكل المراكز الحيوية بالناظور؟؟.. لا أظن ذلك أيها الأحبة الكرام.

وفي خضم هذا الحريق نتساءل وبكل براءة، هل هناك أشغال مراقبة وصيانة من المكتب الوطني للكهرباء؟؟ هل يتم التأكد دوريا من سلامة الخيوط والأسلاك؟؟ هل الجهات المعنية تقوم بتفتيش المنتجات المعروضة وخلوها من مواد مضرة وقابلة للانفجار في أي لحظة؟؟.. أسئلة كثيرة يجب أن نبحث عن إجاباتها إن كنا فعلا نريد مستقبلا آمنا لأسواقنا ومراكزنا ومؤسساتنا.

إنني لا أريد أن أكون سلبيا أيها الأحبة.. ولكن الأمانة تقتضي قول الحق كيفما كان.. فلقد رأينا كيف تدفق المواطنون لمساعدة المتضررين ومساندتهم معنويا في محنتهم..

ثم مالبثنا حتى رأينا المسؤولين يتوافدون أيضا لإحصاء الخسائر ومواساة أصحابها مقدمين وعودهم بالوقوف إلى جانبهم.. إنها التفاتات طيبة، ولكننا نتمناها صادقة خالية من أي نفاق أو تسويف.. وهنا أود في الأخير أن أسجل غياب رئيس جهة الشرق عن الحضور الذي كان ضروريا لإبراز تعاطفه وتعاونه.. فلاشيء كان يمنعه من الحضور في هذه النكسة الكبيرة مثلما كان حاضرا قبل أيام فقط في العرس الذي نظم بالناظور من طرف صديق عزيز..

 

 

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار