البديل الثقافي

صحبة الريميتي /بقلم الأستاذ … عبد المجيد طعام

ذ ..عبد المجيدطعام – جريدة البديل السياسي :
ملاحظة :شريط أغنية سعيدة بعيدة أسفل النص
وأنا أنتظر حلول السنة الجديدة متأبطا أحلامي التي تأجلت منذ ولادتي، آثرت أن أستمع إلى أغنية “سعيدة بعيدة والماشينا غالية بأداء الشيخة ” الريميتي”
عشت لحظات اندماج صوفي مع هذه الأغنية الجميلة فنسيت أنني أشهد اللحظات الأخيرة من سنة 2021 فتهيأ لي وكأن سنة 2022 هي الأخرى بعيدة , مثلها مثل “سعيدة” كما كل الأحلام والانتظارات أصبحت “غالية ” مثلها مثل تذكرة “الماشينا” في زمن حب لم يمسسه الفقهاء بلعنة التحريم ….
كانت الريميتي تردد ” سعيدة بعيدة” بجمالية يصاحبها إيقاع “گلال ” تضعه على حجرها تنقره تارة برفق وتهدهده تارة كما تهدهد الأم رضيعها … كانت عقارب الساعة تتراقص أمامي تسابق ” الماشينا” .. كانت تشيد مقصلة لإعدام سنة 2021 غير المأسوف عليها … كانت سنة حبلى بالمآسي الاجتماعية في ظل سياسيين لا ينصتون إلا لنبض الأغنياء … كانت سنة تسير على وقع جرعات تلقيح أدخلتنا متاهة العد والعد العكسي … كانت سنة فرض فيها الجواز لنتحرك بين ادارات ومصالح ومدن الوطن … كانت سنة الذين لم يتجاوزوا سن الثلاثين من عمرهم …. كل من تحاوزوا الثلاثين لا حق لهم في الاحتجاج .. تركوا لهم البحر يشربونه …. لازاال الفيروس قويا … لم ننتصر على كوفيد 19 ،اكتسب مهارة التحور والتغير وكأنه تعلم بمدارس أحزابنا .
وأنا أتتبع ماشينا الريميتي وهي تحاول ان تبلغ سعيدة ، راعني مشهد ترقب إعدام 2021 بالمقصلة القاسية …
لم أنتبه إلى مؤامرة العقارب كنت أظن أنها لن تتمكن من ركوب ” “الماشينا” لأنها غالية قلت في نفسي :” حتما ستتريث العقارب ،ولن تقترف جريمتها ، حتى أعيد ترتيب كل مالم يتحقق خلال 2021…”
لا يتوفر وصف.لا يتوفر وصف.
ما لم يتحقق خلال سنة 2021 كان هو الأبرز والأثقل، لذا راودني شك مخيف أحسست أن عقارب الساعة لن تنتظرني … لن تنتظر انتظارات الشعب … كانت الريميتي تستعجل ركوب “الماشينا” تغالبها دموعها … سعيدة بعيدة … سعيدة هي مصدر الفرح والألم .
حينما أنهت الريميتي أغنيتها دون أن تركب “الماشينا” رفعت عيني نحو عقارب الساعة وجدتها متوقفة … أسرعت نحو الساعة الصينية الصنع … طبطبت عليها برفق ثم بعنف أصابني الهلع، لم أعرف هل أنا مازلت سجين زنزانة 2021 أم ركبت “ماشينا” 2022 … راودني الشك وهوت الأسئلة مطارق ثقيلة على رأسي :”هل توقف الزمن ؟ هل توقفت كل انتظاراتي وأحلامي ؟ هل سأبقى سجين 2021؟ هل أنا ما زلت على قيد الحياة ؟ هل مُتُّ ؟ هل لن أعيش انتصارات أم اخفاقات 2022 ؟ ” لم أعد أعرف .. فقدت الإحساس بالزمن ….
لقد ماتت الريميتي منذ سنوات …. لم تركب “الماشينا”… لم تلتق بحبيبها, وأنا استيقظت صباحا ووجدتني هنا على سريري أتأمل سنة تكررت فيها الأرقام …
أقول للجميع سنة سعيدة وكل عام والتغيير ممكن …
لا تقفوا بمحطة الماشينا في انتظار أن تحملكم إلى حيث أحلامكم … لا تنتظروا الماشينا لن تمر …. خذوا أحلامكم معكم ولا تتوقفوا …..
صباح الفاتح من يناير 2022….
https://www.youtube.com/watch?v=hm-5HknleLk
لا يتوفر وصف.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار