شراء دوارة بـ700 درهم وصمة عار. نحن أمام مافيا تجارية؟”

جريدة البديل السياسي/رشيد اخراز جرادة

في مشهد يعكس حجم الفجوة بين الخطاب الملكي الداعي لحماية القدرة الشرائية للمواطن المغربي البسيط، وبين واقع سوق الاستهلاك، طفت على السطح ظاهرة مثيرة للسخط: دوارة تُباع بـ700 درهم، في سابقة لم يعرفها المغاربة حتى في أشد الأزمات.

الدوارة، التي كانت لوقت قريب تعد من بقايا الأضحية، باتت تُعامل اليوم كأنها من الكماليات، في سلوك استهلاكي غريب تجاوز المعقول والمنطق.

المستهلك، الذي يفترض أن يكون أول خط دفاع عن قدرته الشرائية، بات أول من يفرط فيها.

وفي سياق موازي أكدت مصادر بوجود مضاربين يجوبون دواوير ومناطق نائية، يشترون الدوارة بأثمنة بخسة، ثم يعيدون بيعها بأثمان خيالية، ضاربين عرض الحائط كل المبادئ الأخلاقية والاقتصادية، ناهيك عن التعليمات الملكية الصريحة التي دعت إلى ضبط الأسواق ووضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار.

إذا كان الخطاب الملكي قد جاء لحماية المواطن من جشع السوق، فإن حماية هذا المواطن تبدأ من داخله.

رفض هذه الأسعار المبالغ فيها، والمقاطعة الواعية لمثل هذه المنتجات، هو السبيل الوحيد لوقف نزيف الاستغلال.

أما التهافت على شراء دوارة بـ700 درهم، فهو وصمة عار على جبين وعي مجتمعي يجب أن يكون الحصن الأخير في وجه مافيا الاستغلال.