كتاب وآراء

سيرتي الذاتية رقم52 بقلمي محمد الكبداني

جريدة البديل السياسي :

سيرتي الذاتية رقم52

بقلمي محمد الكبداني

لم تكن مقهى النخيل بمدينتي الناظور ببلدي الحبيب المغرب انذاك المطلة على شارع يوسف ابن تاشفين سوى كواحة ادبية فنية لنا نحن تلاميذ وطلبة اواخرالثمانيات وبداية التسعينيات ,نلتقي هناك فنبدع في بعض ابداعاتنا ومساهماتنا المتواضعة على المستوى الشبيبي او على مسارحها الهوائية او في قاعات السينما كسينما الريف او سينما فكتوريا او سينما ازغنغان التي قدمت فيها مسرحيتي الفردية الاولى تحت عنوان الخبز اولا والمسرح ثانية قدمني الى الجمهور استاذي الصلحيوي محمد فهو من احد رواد مقهانا الادبية .

فكل نادليها يعرفوننا تمام المعرفة فمدينتي الناظور كانت تحسب بالاصابع زمنا ,كلنا قرانا في مدارسها الابتدائية والاعدادية والثانوية, اخترت ان اتحدث عن لقائات وجلسات في هذا المساء الجميل كانت تشرفنا به الشاعرة والاستاذة الكبيرة فاضمة الورياشي للجلوس في مقهانا الادبي معنا على طاولة كانت تحبب شرب الشاي المنعنع كان عبد الرحيم وعبد الحكيم واهربان احمد في الشعر العربي ثم لزعر ثم الفنان التشكيلي احمد عبد الخالقي وكلهم فنانون فيحضر لزعر معنا فندخل في تفاصيل اهم الاحداث التي كانت تجري في مدينتي كانت فاظمة الورياشي امرأة استثنائية تحدت المجتمع الذكوري انذاك في الزمن الجميل.

امرأه شهمة كانت تعيش انذاك ظروف صعبة ,,,احبت شعر نزار قباني كثيرا ثم الشعر الامازيغي فهي صاحبة ديوان اسرمذي ووال باللغة العربية علمني الكلام ..

اخذت عدة جوائز من بعدها اما الاخرون فسالت مؤخرا عن صديقي الشاعر اهربان المتواضع البشوش دائما انه يعمل صحفيا ومترجما في مجلة علمية بالمانيا, ثم سالت عن عبد الحكيم ولم يكن لي الوقت الكافي لزيارته انه بمدينة الناظور حين التقيت بأحد اصدقائه وزميلي ايضا زمنا وهو تلميذ وطالب معي بثانوية العرفان الحرة وهو استاذ الان في مادة الفلسفة متواضع ورجل مبادئ كما عرفته زمنا التقاني بعد وقفة كانت لنا امام مقر عمالة الناظور محتجين على مطالبتنا بتسوية اوضاعنا نحن حاملي الشواهد والديبلومات الجامعية في قسم الجماعات الترابية من اقليم الدريوش والناظور بعد التحاقي بهم نحن ومجوعة من مناظلينا فقد كنت من بين من وقف الى جانب احد زملائنا في الوظيفة الجماعية امام محمكة الاستئناف بالناظور فافرج عنه مؤخرا ..

كان عناقا حارا بيننا تذكرنا فيها اجمل مراحل عمر الدراسة.. وتلك اللحظات الجميلة التي كانت تجمعنا انا وبوسيف ونحن داخل فصل اللغة العربية عند استاذنا واديبنا وكاتبنا الكبير محمد اقضاض,, رحب بي كثرا بل طلب مني ان ناكل معا في مطعم جميل في شارع محمد الخامس ,,اذ افاجا بأخي الصغير يعانقني استاذ اللغة الاسبانية .

فعرض علي الذهاب معه الى منزلنا ,فاعتذرت لصديقي ونعود الى مقهانا فالشاعرة كانت المرأة الوحيدة الجريئة التي كانت بتواضعها وحبها للعلم والادب والشعر تجلس في مقهانا.. وكم احببناها فقد مضت ازيد من ربع قرن واكثر لم اشاهدها بل اتتبع نجاحاتها الباهرة انطلاقا من بحثي في الكوكل ,وما تزال ذكرياتي كثيرة بالمقهى مع ادباء وشعراء ومطربين اعتز بذاك الزمن الجميل .وبتلك النكهة الجميلة التي كانت تقدم لنا في المقهى التقيت مؤخرا احد روادها ايضا وهو محام مشهور واكب مرحلتنا وكان صديقا لنا قرب صيدلية الريف الا ان الوقت يداهمنا نحن الاثنين ,,فسالته عن المقهى عن مقهانا فقال لي يا محمد ..

لم تعد المقهى كما كانت زمنا ولم يعد احد من زملائنا يجلس فيها الا القليل , فالكل غادر الى الضفة الاخرى كان لقائنا حارا رغم اعز تعب كلماتي الا ان الصداقة التي جمعتني بهم زمنا ما زلت مفتخرا بها في زمن رقي افكارنا فقد كانت المقهى ايضا لمراجعة محاضراتنا الجامعية في طابقها العلوي والاستعداد للامتحانات الجامعية.

تلك الذكريات وانا بين اعال الجبال بجبال الريف اتذكرها واسافر اليها في بعض الاحيان تنسيني الم حاضري المعاش فتقذف بي للعيش بين ثنايا الذكريات. المنقوشة في القلب والذهن..تتمة.

في بودينار06مارس2023

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار