سيدي بنور : هل معمل كوزيمار نعمة ام نقمة على سكان سيدي بنور وعلى منتجي الشمندر بدكالة
نورالدين عمار :جريدة البديل السياسي
للإجابة على هذا السؤال قمنا بجولة في مدينة سيدي بنور فكان الجواب بأن الساكنة لا تستفيد لا من قريب ولا من بعيد من هذا المعمل، حيث نسبة تشغيل شباب المدينة شبه منعدمة مما يفسر تفشي البطالة في هذه المدينة و ان الشيء الوحيد الذي يوفره هذا المعمل هو الرائحة الكريهة والثلوت بجميع أشكاله مما يسبب أمراضا لتنفسية والحساسية ومشاكل في الجهاز التنفسي . ووفق الخرجة الميدانية التي قام بها طاقم الجريدة تبين ان غالبية التصريحات التي صرح بها فلاحو دكالة لاسيما الصغار منهم ، كلها تحمل نوع من الغضب والاستياء والسخط ، حيث جل هؤلاء لم يستفيدوا من المعمل الا الويلات ، ذلك بسبب غلاء المواد الفلاحية والادوية والاسمدة ، وان المستفيد الاول هو المعمل .
لذلك كان عزوف هؤلاء على زراعة الشمندر السكري بمنطقة دكالة ، نظرا للتكلفة الباهضة لهذا النوع من الزراعة .
كما يظل الشمندر مدة سنة بكاملها في الارض ، مما يفوت على صغار الفلاحين استغلالها في زراعات اخرى . وأ الفلاح المتوسط فقد نزل الى مستوى آخر ، فأصبح من الصغار يعاني من الغلاء الصاروخي للمواد الفلاحي فتخلى عن هده الزراعة التي لا يستفيد منها شيئا .
. وهكذا نجد ان معمل السكر بسيدي بنور لم يقدم خدمات إلى الشباب قصد مص نسبة البطالة المرتفعة التي يعانيها ، على اعتبار انه المعمل الوحيد باقليم سيدي بنور ، لذلك يبقى معمل السكر بعيد كل البعد عن هموم أبناء المنطقة ولا يساهم في عملية التشغيل كالمؤسسات والشركات الوطنية الاخرى التي تساهم في تنمية المنطقة وتنخرط في ورش الإصلاح التنموي التي تباشره بلادنا.
وأما الفلاحون المنتجون فجلهم اعتبروا معمل السكر مصاص للدماء ولا يستفيد منه هؤلاء الا الشقاء والتعب بدون فائدة تذكر وبدون تحفيزات مشجعة لمواجهة سنوات الجفاف المتتالية والغلاء الصاروخي للمواد الفلاحية . وهكذا ، اعترت ساكنة سيدي بنور ان معمل السكر يخدم مصالحه فقط ولا يقدم اية فائدة لشباب المدينة الذي يعاني من البطالة ، فما هو الا بؤرة للتلوث والامراض الخطيرة .
ولذلك يعد نقمة على ساكنة سيدي بنور . كما يعتبر معمل السكر بالنسبة للفلاحين الصغار انه شركة ربحية لا يهمها الفلاح المنتج ولا يهمها غلاء المواد الفلاحية ولا تكترث لمشاكل الفلاحين حتى وان خسروا في منتوجهم ولم يتبقى لهم أخر الموسم ولو درهما واحدا ، فلا يهمها كل ذلك ، بقدر ماتهمها مصلحتها الربحية حتى ولو كان على عرق الفلاح المستضعف . لذلك غالبية الفلاحين الصغار اعتبروا معمل السكر نقمة عليهم ونعمة له ولا غير سواه
. فما السبيل لجعل معمل السكر يغير من استراتيجياته كي يتحول من نقمة الى نعمة على السكان والفلاحين ان أراد البقاء فعلا على ارض دكالة المعطاء ؟ وهل معمل السكر غير مصنف مع الشركات المواطناتية التي تساهم في تنمية الدخل الفردي للمواطن ؟ هل تعلم الجهات العليا المسؤولة ان ثمة شركة لا يهمها تنمية الوطن والمواطنين ؟
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار