جريدة البديل السياسي- نورالدين عمار.
في مشهد يقترب من الفوضى، تعيش مدينة سيدي بنور، وتحديدًا أحياء الصفار وأرض الخير، على وقع رعب يومي متصاعد. مختلون عقليون وكلاب ضالة يسيطرون على المشهد، يتجولون بحرية تامة، يزرعون الخوف، ويهددون سلامة السكان في غياب تام لأي تدخل فعّال من السلطات المحلية.
صرخات المواطنين تتعالى، شكاوى تنهال من كل جانب، لكن آذان المسؤولين تبدو صمّاء، وكأن أمن المواطن لم يعد من أولوياتهم. مشاهد متكررة لأشخاص في حالات هستيرية، بعضهم يحملون أسلحة بيضاء، يصرخون، يعتدون، يرعبون النساء والأطفال، فيما الكلاب الضالة تهاجم المارة وتطارد التلاميذ وهم في طريقهم إلى المدارس. واقعٌ تجاوز حدود التحمل، ليشكّل تهديدًا مباشرًا للحياة اليومية في المدينة.
مصادر محلية أكدت أن هذه الكلاب تُنقل عمدًا من مدن أخرى للتخلص منها داخل تراب الإقليم، وكأن سيدي بنور تحوّلت إلى مكبّ لمشكلات الآخرين.
أما السلطات؟ فغائبة، منشغلة بحسابات ضيقة، تاركة الساكنة تواجه مصيرها المجهول في شوارع باتت مسرحًا للخوف والذعر. لا حملات تطهيرية، لا إجراءات وقائية، ولا حتى توضيحات تطمئن الرأي العام. كل شيء ساكن في سيدي بنور… إلا الخطر.
إن الساكنة لا تطالب بالمستحيل، بل فقط بحقها في الأمان، في أن يسير الأطفال إلى مدارسهم دون خوف، وأن تعود النساء من الأسواق دون تهديد، وأن تتدخل السلطات قبل أن تتحول هذه الأزمة إلى مأساة حقيقية. فهل من آذان صاغية قبل أن تقع الكارثة؟ أم أن أرواح الأبرياء ستظل رهينة لا مبالاة واستهتار لم يعد يُحتمل؟
تعليقات
0