جريدة البديل السياسي – نورالدين عمار
في خطوة تعكس عمق التحولات التي تعرفها الحكامة الترابية بالمغرب، احتضن مقر عمالة سيدي بنور صباح يوم الثلاثاء لقاءً تشاورياً موسعاً ترأسه عامل الإقليم منير هواري، بحضور شخصيات سياسية ومدنية ومهنية، إلى جانب ممثلي الإقليم في البرلمان ورؤساء الجماعات الترابية، وذلك في إطار التحضير للجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة.
اللقاء جاء تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى ترسيخ نموذج تنموي متجدد يرتكز على العدالة المجالية والمقاربة التشاركية، حيث أكد عامل الإقليم في كلمته الافتتاحية أن المرحلة المقبلة تستوجب رؤية واقعية وفعالة تنطلق من الميدان ومن صوت المواطن، لا من المكاتب الإدارية المغلقة.
وأشار هواري إلى أن الهدف من هذه البرامج ليس فقط تحسين المؤشرات التنموية، بل تقليص الفوارق المجالية وضمان عدالة الولوج إلى الخدمات الأساسية، مع إعطاء الأولوية لقطاعات الصحة والتعليم والتشغيل باعتبارها الركائز الحيوية لأي تحول تنموي حقيقي.
كما شدّد عامل الإقليم على ضرورة ابتكار حلول عملية ومستدامة لتدبير الموارد المائية، في ظل ما يواجهه المغرب من تحديات مرتبطة بندرة المياه وتوالي سنوات الجفاف، داعياً مختلف الفاعلين إلى التفكير في آليات استباقية وذكية تضمن الأمن المائي والتنمية المستدامة. ولم يفت المسؤول الترابي التأكيد على أن النجاح الحقيقي لأي برنامج تنموي رهين بانخراط المواطن نفسه، مبرزاً أن التنمية ليست مشروعا فوقياً، بل مسار جماعي تشاركي يبدأ من اقتراح الفكرة وصولاً إلى تنفيذها.
وفي هذا الإطار، أعلنت عمالة سيدي بنور عن إحداث لجنة قيادة ورابط إلكتروني مفتوح لتلقي اقتراحات وملاحظات المواطنين، في خطوة تروم توسيع دائرة المشاركة وتعزيز الثقة بين الإدارة والمجتمع.
وعرف اللقاء تنظيم خمس ورشات موضوعاتية شملت قطاعات التعليم، الصحة، التشغيل، الماء، والتأهيل الترابي المندمج، حيث تبادل المشاركون وجهات النظر وبلوروا مقترحات عملية تشكل نواة البرنامج التنموي الجديد للإقليم، بما ينسجم مع حاجيات الساكنة وتطلعاتها.
واختُتم اللقاء بروح من التفاؤل والمسؤولية، إذ عبّر المشاركون عن استعدادهم الكامل للانخراط في هذا الورش الوطني الطموح، الذي يسعى إلى جعل سيدي بنور نموذجاً في التنمية التشاركية والعدالة المجالية.
هذا، ومن المنتظر أن تُنظم لقاءات مماثلة في مختلف أقاليم المملكة، في إطار رؤية وطنية شاملة تروم تجديد هندسة التنمية الترابية بالمغرب وجعلها أكثر عدلاً وفعالية واستدامة.
تعليقات
0