جريدة البديل السياسي-بقلم: حليمة صومعي .
في زمن الصورة، صار التلميع مهنة، والتزويق مشروع حياة. نعيش مرحلة أصبحت فيها الواجهة أهم من المضمون، والشكل أغلى من الجوهر.
لكن السؤال الذي لم يعد يحتمل التأجيل: زواق من برا.. آش خبارك من الداخل؟ نرى بنايات فخمة، لافتات عملاقة، ووعوداً تتقاطر على مسامعنا في كل موسم انتخابي، لكن الواقع شيء آخر.
مدارس تفتقر للماء، مستشفيات بدون طبيب، طرق تُزفّت فقط للكاميرات، ومشاريع تبدأ وتنتهي على الورق، أما المواطن فله “الفرجة” و”الصبر الجميل”. المسؤول يخرج علينا بتصريحات منمقة، وربطة عنق أنيقة، يتحدث عن التنمية، الشفافية، محاربة الفساد… وكلها كلمات تُقال أكثر مما تُمارس. خلف هذا الزواق مؤسسات تُدار بمنطق الغنيمة، وقرارات تُطبخ في الخفاء، بعيداً عن عين المواطن الذي يدفع الثمن من صحته، كرامته، وحقه في وطن حقيقي.
. “زواق من برا.. آش خبارك من الداخل؟” هو سؤال يطرق كل الأبواب: يُطرح على مشاريع “الوهم”، على الشعارات الجوفاء، على من يملكون قدرة التجميل ويعجزون عن البناء.
لقد تعب الناس من الطلاء. من المظاهر التي لا تشبه الحقيقة. من مسؤولي الصدفة الذين يعتقدون أن المنصب حصانة، لا خدمة.
من منابر تُجيد التطبيل وتفشل في قول الحقيقة.
آن الأوان أن نُعيد الاعتبار للداخل، أن نُنصت للعمق، أن نُرمم ما خُرّب بصمت. لأن الزواق، مهما لمع، لا يُخفي الرائحة الكريهة التي تفوح من الداخل الفاسد.
تعليقات
0