جريدة البديل السياسي |البديل الرياضي

رابحين خاسرين قاتلينكم”: حصيلة تربية العسكر بالجزائر لأبنائه.

432447395_1586704978809104_6007877709339487481_n

عبد العزيز داودي. جريدة البديل السياسي

رابحين خاسرين قاتلينكم”: حصيلة تربية العسكر بالجزائر لأبنائه.

 

ملاعب كرة القدم في الجزائر أصبحت ظاهرة فريدة في تفشي العنف بكل تجلياته، اللفظي والجسدي والخادش بالحياء في كثير من الأحيان. ويغتنم المشجعون فرصة تجمعهم لإبراز سادتهم تجاه من يعتقدون أنه عدوهم الفعلي، وهكذا تحولت مثلا مبارة في كرة القدم جمعت بين فريق اتحاد الحراش واتحاد العاصمة إلى معركة دموية بين أنصار الفريقين، امتدت إلى خارج الميدان لتخلف إصابات بليغة في صفوف القوات العمومية والعديد من الأنصار.

ونفس الشيء حصل في المقابلة التي جمعت وفاق سطيف بمولودية الجزائر، حيث تحول الملعب الذي احتضن المقابلة إلى ساحة للقتال، خصوصا بعد طرد لاعب المولودية بلايلي.

أما عن مباريات القسم الثاني فالعديد منها توقف لغياب الأمن وحضور الشغب.

وفي سلوك شاذ آثار استياء كل من شاهده، أقدم مدرب منتخب شبان الجزائر على صفع لاعبيه أمام الكاميرات، لا لشيء إلا لكونهم انهزموا أمام نظيرهم التونسي. ويجمع الخبراء على أن للعنف المستشري في الملاعب الرياضية دوافع، ومرتبط بالتهييج الإعلامي وبنشر ثقافة البغضاء والكره تجاه الآخر، وبالتالي النتيجة كانت هي إشاعة ثقافة عدم التسامح، واللجوء إلى العنف الجسدي واللفظي للتنفيس عن صراع نفسي داخلي يعيشه معظم الجزائريين جراء استفاقهم من وهم القوة الضاربة التي يصطف مواطنوها ومواطناتها في طوابير من أجل الحصول على كيس من الدقيق أو الحليب.

هذه إذن هي جزائر المليون والنصف مليون شهيد التي يتباها إعلامها بأنه ألحق الهزيمة بأعتى الجيوش الاستعمارية، وطرد المستعمر الفرنسي، ثم بعد ذلك يبيع شباب الجزائر كل ما يملكون للهجرة إليها أملا في حياة سعيدة، وبعد أن ضاقت بهم السبل في بلد غالبا ما يصرح رئيسه بأنه أقوى بلد في شمال إفريقيا وفي إفريقيا، ولا حرج عليه إن قال أقوى بلد في العالم (اللسان ما فيه عظم.

ومما لا يعلمه قاطنو قصر المرادية من العسكر أن تربية الأفاعي غالبا ما تكون نتيجتها كارثية، ولا غرابة إن انقلب السحر على الساحر وانتفض الجزائريون ضد نظامهم، وقد فعلوها في عدة مناسبات، خاصة في سنة 1989، وأثناء حراك الجزائر الأخير، والذي ابتدأ سنة 2019، بمعنى أن السكوت ليس بالضرورة علامة الرضى، وبالتالي عنف الملاعب قد يتجه إلى عنف الشارع في غياب الوسائط الاجتماعية من أحزاب سياسية ونقابية، والتي تم تدجينها لتكون مهمتها هي التسبيح بحمد نظام العسكر. فاحذروا مقولة “رابحين خاسرين قاتلينكم”!.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي