ذكريات مع الكرة…عندما زأرت “الأسود” بتونس لتنال الوصافة في كان “2004
فؤاد جوهر- جريدة البديل السياسي : .
الأضواء هذه المرة كانت خافتة، ولم تصوب على الأسود، فقد كانت التشكيلة فتية، وتضم لأول مرة لاعبين سيخوضون غمار التنافس على كأس إفريقيا، باستثناء قلة من الأسماء المخضرمة كالسفري والعميد نور الدين النيبت.
ولاقت التشكيلة المعلنة من قبل الإطار الوطني، وصانع أفراح مونديال ميكسيكو 1986، قبيل الرحيل إلى تونس، انتقادات واسعة من قبل المهتمين، والصحافة الوطنية، بسبب استدعائه للاعبين جدد لأول مرة، في مقابل استغنائه عن الأسود التي شاخت في تلك المرحلة .
. ثقة بادو الزاكي في العناصر الوطنية تزايدت مع الانسجام، والتناغم الذي بدأ يظهر على الكتيبة المغربية، قبيل أيام من انطلاق الكان، والذي شارك فيه 16 منتخبا موزعين على 4 مجموعات .
. أولى مباريات الأسود، كانت مع العملاق النيجيري المرشح كالعادة للعب الأدوار المتقدمة، وبدأ اللقاء بالحذر من كلا المنتخبين، مع محاولات محتشمة إلى حدود الدقيقة 77، حيث ترجم فيها الصاعد يوسف حجي، بناء هجومي إلى هدف قاتل أعطى دفعة قوية للعناصر الوطنية لاستكمال البطولة على أحسن وجه.
ودك المنتخب المغربي شباك المنتخب البينيني في ثاني مبارياته برباعية نظيفة، وسيطرة مطلقة على مجريات اللقاء، حيث أظهرت الأسود انسجام وتناغم بين خطوطه، لتخطف الأضواء من جديد، ويدخل خانة الترشيحات للعب أدوار طلائعية في هذه البطولة.
المبارة الثالثة، كانت تحصيل حاصل، حيث خرج رفقاء النيبت بتعادل ايجابي أمام منتخب جنوب إفريقيا، ليلاقي الأسود في دور الربع منتخب الخضر ، في ديربي مغاربي ناري أسال الكثير من الحبر بين المهتمين .
. ودقت ساعة الحسم في الثامن من فبراير بملعب صفاقس، وأمام حشود جماهير المنتخب الجزائري التي تمكنت من افتتاح التسجيل في الدقيقة 84 بواسطة اللاعب شراد .
. وبينما كانت صافرة الحكم تستعد لإنهاء اللقاء بفوز الجزائر، وسط الدخان المنبعث من أرضية الملعب التي سببتها الألعاب النارية، قاد موحى هجوما خاطفا للأسود على الجهة اليسرى، ليمرر في مربع العمليات، حيث نجح الشماخ في إيداع الكرة في المرمى معدلا الكفة في الدقيقة 94 من الوقت الميت.
ومنح هدف التعادل شحنة ايجابية للأسود التي أضافت هدفين في الأشواط الإضافية، من توقيع كل من حجي، والزاييري، لتتأهل العناصر الوطنية بعد ملحمة كروية أخرجت المغاربة إلى شوارع المملكة .
. وبدا بادو الزاكي واثقا في لاعبيه أكثر مع توالي المقابلات، إذ ظهر الانصهار والتماسك بين جميع الخطوط، وهو ما ترجم واقعا في مبارة نصف النهاية أمام منتخب مالي، حيث سحقت الأسود الماليين برباعية نظيفة، من إمضاء كل من المختاري بهدفين، وحجي، وباها، لتصل كتيبة الزاكي إلى الدور النهائي وتنافس عن اللقب لثاني مرة في تاريخها الكروي .
. دموع بادو الزاكي انهمرت في موقعة رادس النهائية، بعدما انهزمت الأسود بهدفين مقابل هدف واحد، في مبارة كانت فيها نسور قرطاج سباقة للتسجيل، ليعدل المتألق المختاري، النتيجة في آخر دقائق الجولة الأولى.
وحرم الجزيري الصاعد المنتخب المغربي بعد هفوة من الحارس فوهامي في بداية الشوط الثاني، من لقب تاريخي بأرض تونس الخضراء، في دورة استثنائية للعناصر الوطنية، مازالت الجماهير المغربية العريضة تتذكرها بكل فخر واعتزاز.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار