دورة تكوينية لتطوير مهارات إدارة الجمعيات: 50 سنة من العمل المدني والانتقال إلى الإدارة الحديثة جمعية الشعلة نمودجا

نورالدين عمار – جريدة البديل السياسي

تُعد عملية تنظيم الأعمال اليومية من العناصر الأساسية التي تساهم بشكل كبير في قدرة الجمعيات على التكيف مع التحديات المستمرة في مجالات العمل الاجتماعي والثقافي. وفي هذا الإطار، تأتي الدورة التكوينية التي تنظمها جمعية الشعلة كخطوة محورية لتعزيز قدرات الأطر والمشرفين على فروع الجمعية في مجالات التدبير والإدارة الحديثة. إذ تُمثل هذه الدورة، المنعقدة ببوزنيقة الشاطئ من 20 إلى 22 أكتوبر 2024، فرصة لتطوير الأداء والارتقاء بالخدمات الثقافية والتربوية المقدمة للأطفال والشباب.

أهمية الدورة في تعزيز الكفاءات

تُبرز الدورة أهمية التدبير المالي والإداري كأساس لضمان استدامة الأنشطة وتعزيز الشفافية والكفاءة في العمل الجمعوي. وتعتبر هذه الدورة بمثابة محطة لتطوير المهارات القيادية والإدارية، بما يساعد في تحسين الأداء وتوسيع نطاق الخدمات الاجتماعية والثقافية المقدمة من قبل الجمعية. في هذا السياق، تأتي الدورة التكوينية ضمن استراتيجية الجمعية لتعزيز الشفافية وتعميق التعاون بين فروعها المختلفة.

وفي كلمة افتتاحية ألقاها السيد سعيد العزوزي، رئيس جمعية الشعلة، أشار إلى أهمية هذه الدورة التي تتزامن مع الاحتفال بمرور 50 سنة من الفعل المدني الفعال والمثمر، حيث تلعب الجمعية دورًا رائدًا في خدمة قضايا الطفولة والشباب. كما أكد السيد العزوزي أن الدورة تمثل خطوة جديدة نحو تطوير القدرات البشرية والمهنية للعاملين في الجمعية، وبالأخص لتأهيل الجيل الجديد من القادة والمشرفين على فروع الجمعية لضمان استمرارية النجاح والتوسع في الخدمات المقدمة.

وأضاف السيد العزوزي أن هذه الدورة تهدف إلى تعزيز الكفاءات في مجالات التسيير الإداري والمالي، وتحسين آليات التمويل، وتطوير الشفافية في جميع مستويات العمل داخل الجمعية.

برنامج الدورة

تتضمن الدورة التكوينية عددًا من العروض وورش العمل التي تهدف إلى تعزيز مفاهيم الإدارة الحديثة وتطوير مهارات القيادة والإدارة، وذلك من خلال:

الشعلة وسؤال الهوية: تقديم الأستاذ المصطفى لحويدك.

التسيير الإداري: عرض تقديمي من تأطير الأساتذة المصطفى الهبة وعبد الله نويرة.

البناء التنظيمي للجمعية: الغايات والأهداف: تقديم الأستاذ عبد المقصود راشدي.

التدبير المالي للجمعيات: ورشة عمل بإشراف الأساتذة محمد صادق وحسن الصابوري.

آليات التمويل والبحث عن الدعم: ورشة حول نموذج مشروع “حوار” من تقديم الأستاذ سعد بن المكي.

الشعلة 50 سنة من الفعل المدني: عرض حول مسار الجمعية ودورها في الدفاع عن حقوق الطفولة والشباب، يقدمها الأستاذ معاد مرغاط.

الأنشطة والفعاليات والمبادرات المحتملة: ورشة حول المبادرات المحلية والجهوية والوطنية من تقديم الأستاذة ليلى عاطر.

مداخلة الأستاذ عبد المقصود راشدي

في إطار الدورة التكوينية، قدم الأستاذ عبد المقصود راشدي مداخلة هامة حول “البناء التنظيمي للجمعية: الغايات والأهداف”. تطرق خلالها إلى أهمية الهيكلة التنظيمية للجمعية كأداة أساسية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، وكذلك تكييف آليات العمل والتفاعل مع التحولات والمتغيرات التي تطرأ على العمل الجمعوي.

أكد الأستاذ عبد المقصود أن البناء التنظيمي في الجمعية ليس مجرد هيكل إداري، بل هو مجموعة من الآليات والآفاق التي تضمن فاعلية العمل الجماعي وتضمن استدامة الأنشطة والمشاريع. واستعرض كيفية تعزيز التواصل بين مختلف الفروع والمستويات الإدارية، وضمان التنسيق المثمر بين جميع الأطراف المعنية.

وأشار إلى أن الهيكلة التنظيمية تساهم بشكل مباشر في تحسين الأداء الإداري والميداني، وتوفير بيئة تشاركية وشفافة، ما يضمن تنفيذ الأنشطة بفعالية أكبر ويعزز من قدرة الجمعية على التوسع في مشاريعها المستقبلية.

أهمية الدورة في تعزيز مكانة الجمعية

تُعد هذه الدورة التكوينية فرصة لتعميق الفهم بمفاهيم الإدارة الحديثة، والتدبير المالي، وتطوير مهارات المشاركين لضمان مواكبة التغيرات الاجتماعية والثقافية. كما أن مسار جمعية الشعلة، التي تحتفل بمرور 50 عامًا من العمل المدني الفاعل، يشكل نموذجًا يحتذى به في الاستمرارية والتفاني في الدفاع عن حقوق الطفولة والشباب.

إن هذه الدورة تأتي في وقت حاسم لتعزيز مكانة الجمعية وتوسيع نطاق تأثيرها الاجتماعي. وبتأهيل الأطر وتعزيز مهاراتها، تُخطط جمعية الشعلة لمواصلة مسيرتها الناجحة والمساهمة في تنمية المجتمع على مستوى محلي وجهوي ووطنية.