دراسة في البادية المغربية تشير إلى إعجاب فتياتها برجال المدينة
جريدة البديل السياسي
كشفت دراسة أجراها باحث سوسيولوجي مغربي بمنطقة جبلية أمازيغية عن تعريف جديد للرجولة بهذه النقطة من العالم القروي، حيث تُفضل فتياتها الرجل المتعلم القريب من نمط المدينة وليس القروي، خاصة التقليدي الذي يصفنه بالمتسلط والجاهل، مؤكدات على ضرورة تغيير تعريف الأنوثة كذلك بأن تصير المُساهَمَة في الحياة العامة هي المحدد لها وليس أشغال البيت والمهام التقليدية للزوجة. زيادة على خروج الدراسة بنتيجة أن العلاقات بين المرأة والرجل خارج إطار الزواج، لا تُعتبر عيبا لفتيات المنطقة، اللواتي يَرينها فرصة سانحة للتعرف على الرجل شرط أن تفضي إلى زواج وأن لا تكون ممارسة الجنس من طقوسها.
الدراسة التي قام بها أمغار مولود، وأجرى من خلالها 30 مقابلة مُعمقة مع 30 مستجوبَة شابة ما بين 17 و29 سنة، ينتمين إلى قبائل أيت الفرح بالشمال الشرقي لجبال الأطلس المتوسط، تَدّل على تعريف جديد للذكورة هو من صار يحكم اختيارات فتيات المنطقة، اللائي يعتبرن أن الرجل المثالي هو ذلك المتعلم، المنفتح، الواعي، المثقف، وما إلى ذلك من الصفات المرتبطة به كفرد، إضافة إلى الصفات المرتبطة بعلاقته مع زوجته، كالمحب، العطوف، المسالم، والحريص على علاقة عشقية. أي أنهن، يُركّبن شكلا جديلا من الرجولة بعيدا عن صورة الرجل الصلب وقريبا من صورة العاطفي الحريص على معيش يومي لا يَختزل الزواج في الواجبات التقليدية.
هكذا وحسب الدراسة، تُقاطع الفتيات المُستجوَبات بهذه المنطقة القريبة من مدينة تازة، الرجل القروي التقليدي، لأنه لم يعد يتلائم مع طموحهن الجديد، ما دام يمثل بالنسبة لهن، رجلا محافظا جاهلا ومتسلطا. أما في الجانب الآخر، فرجل المدينة هو فارس أحلامهن، لأن إثبات ذاته بالمدينة، حسب قولهن، هو نجاح اجتماعي، الأمر الذي يجعله في أعلى قائمة المطلوبين للزواج بالقرية، خاصة وأن انفتاحه النسبي على بعض الممارسات وأنماط السلوك المدينية، تبرز الدراسة، تمنحه طابع المنقذ في اختلاف جوهري بينه وبين الرجل القاطن بمنطقة البحث.
وكما عرّفت الفتيات الرجولة بشكل جديد، فقد جعلن من التغيير سمةً للنمط الجديد من الأنوثة التي وجبت أن تسود بالمنطقة، فـ”بنْت الوقت” حسب تعبيرهن، هِي تلك المُتمدرسة، الواعية، الطموحة، القادرة على تحمل المسؤولية، والمُساهمة في تنمية ذاتها لتحسين وضعها الاجتماعي والمادي، فالمرأة القروية وِفق الدراسة، لم تعد مرتبطة بمدى قدرتها على الالتزام بالبيت والخضوع لقوانين الحِشمة والخجل، بل بمدى اشتغالها في الحياة العامة، وإلا فإن حظوظها في الزواج ستقل بشكل كبير.
وزادت الدراسة التي توّصلت “جريدة البديل السياسي “بنسخة منها، أنه فيما يتعلق بالعلاقات الحرة، أو العلاقات خارج إطار الزواج التي يسميها المجتمع بـ”المْصاحبة”، فرغم وجودها في باب المكروه الاجتماعي بسبب التمثلات السلبية التي يحيطها بها المجتمع، إلا أن المستجوَبات أعطين ثلاث ملاحظات إيجابية فيما يخص هذا النوع من العلاقات، الأولى أنهن لم يرين فيها أي انحلال أخلاقي أو دعارة، ولم تستحضر أي واحدة منهن الوازع الديني لتحريمها.
الثانية، أنهن ربطن بين استمرارية مثل هذه العلاقات وبين السرية.
والثالثة اعترافهن الضمني بمشروعية وأحقية الشابة بخوض علاقة خارج مؤسسة الزواج شريطة أن تكون خالية من الممارسة الجنسية وأن تكون خطوة مُؤسِّسة لمشروع الزواج.
وأشارت الدراسة كذلك إلى أن شابات المنطقة لا يُحبذن تدخل الجماعة في عملية الزواج ككل، وأنهن واعيات بأهمية حرية الاختيار الفردي وبضرورة رفع وصاية الوالدين.
لأن فعل الاختيار حسب تصريحاتهن، يجب أن يكون فعلا حرا مبنيا عن قناعة وذوق فردي خاص، كما يفضلن أن تكون عملية الاختيار والتعارف بين الزوجين في معزل تام عن الأهل والأسرة، دون إغفال أن بعض المستجوَبات، وجدن في الحل الوسطي الذي يُوّفق بين متطلباتهن وبين متطلبات عائلاتهن، القرار الأفضل للخروج بما يرضي الجميع.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار