الجماعات الترابية

خريبكة مدينة بمجلس يغرد خارج سرب طموحات الساكنة

عبد العزيز بخاخ – جريدة البديل السياسي

تأكد وبالملموس عجز المجلس الجماعي عن تدبير مرفق الجماعة، هذا المرفق الحيوي الذي يتطلب حنكة وكفاءة في التسيير والتدبير وبعد نظر وهي صفات يجب أن تتوفر في السياسي الناجح.

وما التقييم السنوي لبرنامج عمل الجماعة إلا خير دليل على ذلك، فكل المشاريع موقوفة التنفيذ إلا تلك التي يكون فيها المجمع الشريف للفوسفاط شريكا في تمويلها أو تلك التي تكلف بتنفيذها لوحده.

مجلس يفتقر الى رؤى قريبة، متوسطة وبعيدة المدى تساعد على تنمية المدينة على جميع الأصعدة، بالشكل اللائق بها وذلك بالنظر للشركاء المتوفرين الذين يمكن التعامل معهم والإستعانة بهم عوض تحديهم والإستعلاء عليهم.

لكن إدعاء الرئيس معرفة كل شيء ( أبو العريف) والتنقيص من الآخر والغرور وشخصنة الصراعات وتسييسها، كلها عوامل جعلت من خريبكة مدينة تعيش على المحك مهمشة، مدينة شل نصفها وماضية في طريقها إلى السكتة القلبية.

كل المشاريع الكبرى التنميوية التي كان من شأنها خلق فرص للشغل وإنعاش إقتصاد المدينة وتحريك عجلة التنمية بها ، تم ترحيلها إلى مدن وأقاليم أخرى مجاورة وهذا حقهم، لكن يجب عمل ذلك في إطار عدالة مجالية وتقسيم مشاريعي تنموي منصف للكل، أو على الأقل العمل بمبدأ لكل مقام مقال.

لكن ماذا عسانا نفعل في غياب دفاع حقيقي لممثلي المواطنين محليا، إقليميا، جهويا و كذا على مستوى البرلمان بمجلسيه؟

وهذا يطرح الكثير من التساؤلات لن يجيب عنها إلا التاريخ. أهو تهاون؟ أم قلة تجربة، أم هو تغييب للمصلحة العامة وتغليب الخاصة؟ أم هي سياسة ممنهجة وإني أحسبهم كلهم كذلك.

فرئيس الجماعة يجب أن تتوفر فيه شروط، الإرادة أولا، القدرة والجرأة وكل ما من شأنه من الصفات التي تمكنه من الدفاع عن مصالح المدينة، قادرا على الترافع يتوفر على دبلوماسية تساعده على ذلك حينا وبأسا وصلابة وجأشا أحيانا أخرى لتحقيق ذلك، لا رئيسا حاد المزاج متعصبا لأفكاره شعاره في الحياة “لا أحد يمكنه لي ذراعي” وكأننا في حرب ، كلها سلوكات جعلت منه حجرة عثرة في وجه الإستثمار بالمدينة, لدرجة أن أغلب المستثمرين صغارا وكبارا بدأوا في مغادرة المدينة إلا القلة القليلة (المرضية) التي يتم التعامل معها بإنتقائية.

عندما تفتقد قيمة الرئيس تفتقد المدينة كل مقوماتها ثقافيا، إقتصاديا ،إجتماعيا وسياسيا، وما تغييب المجلس الجماعي عن نشاط دولي كالمهرجان الإفريقي السينمائي الذي ينظم في جماعته، بموارده البشرية وفي مرافقه وإقصاءه في عقر داره حتى من بروتوكول الحضور رئيسا، نوابا ومستشارين إلا تأكيدا لما ذكر.

فصبرا جميلا مدينتي فالأمل لازال قائما، والخير في أبناءك من الشباب وفي خيراتك الباطنية سيعطي أكله حتما. والذل والعار لبائعي الذمم بمائتي (200) درهم ومشتروها والساهرون عليها.

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار