خبير يعدد أبعاد وصول عناصر من جيش الأسد إلى الجزائر
جريدة البديل السياسي
مع سقوط نظام بشار الأسد على يد المعارضة المسلحة، تثار تساؤلات حول الموقف الجزائري، الذي دعم النظام السوري سياسياً ودبلوماسياً حتى اللحظات الأخيرة، في مواجهة ما وصفته الجزائر بـ”الجماعات الإرهابية”، وذلك وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية عقب اتصال جمع وزير الخارجية أحمد عطاف بنظيره السوري بسام الصباغ في 3 ديسمبر الجاري.
وفي ظل العلاقات الوثيقة بين النظامين، التي كشفت عنها وثائق عسكرية مسربة، تم تسليط الضوء على نقل الجزائر مقاتلين من البوليساريو وقيادات عسكرية جزائرية لدعم بشار الأسد في ساحات القتال بسوريا. في المقابل، تشير مصادر متطابقة إلى وصول عناصر عسكرية من النظام السوري إلى الجزائر، والتي يُرجح أن يتم توجيهها إلى مخيمات تندوف لتعزيز قدرات المرتزقة هناك، ولإخفاء الدعم الجزائري المستمر للنظام السوري.
محمد البقالي، المتخصص في العلاقات الدولية، أوضح في تصريح للجريدة أن هذا التطور في العلاقات العسكرية بين سوريا والجزائر يأتي في سياق الانهيار الداخلي الذي يعانيه الجيش السوري بسبب الثورة، مما دفع عدداً من عناصره إلى مغادرة البلاد هرباً من المحاسبة. وأكد البقالي أن روسيا، رغم تحالفها مع النظام السوري، لن تقدم على استضافة هذه العناصر، تاركة المجال للدول الأضعف في المحور، وعلى رأسها الجزائر.
وأضاف البقالي أن انهيار الجيش السوري كان نتيجة عوامل متراكمة أدت إلى تدهوره على مر السنين. وأوضح أن الجزائر، رغم أزماتها، قد تكون وجهة “أفضل نسبياً” لأنصار النظام السوري، ما يسمح لها باستغلال وضعهم الراهن كمرتزقة بتكلفة منخفضة.
وتابع المتحدث أن النظام السوري، وفقاً لتقارير، منح الضباط الفارين الحماية في الجزائر مقابل تقديم خبراتهم لجبهة البوليساريو الانفصالية. وأشار إلى أن هذه الخطوات قد تحمل تداعيات سياسية وأمنية خطيرة على المنطقة، وهو ما يستدعي الحذر ومتابعة تطورات الأوضاع.
وثيقة استخباراتية مسربة من إدارة المخابرات العامة السورية كشفت عن تورط الجزائر وجبهة البوليساريو في دعم نظام بشار الأسد خلال الثورة السورية. وتشير الوثيقة إلى طلب تقدمت به قيادات البوليساريو لإشراك مقاتليها في برامج تدريب تحت إشراف الجيش السوري، ما يثير الشكوك حول وجود اتفاق أعمق بين الجانبين.
ويُعتقد أنه في إطار هذا التعاون، انتقلت عناصر من قوات النظام السوري إلى مخيمات تندوف هرباً من المصير المحتم الذي قد يواجههم في سوريا الجديدة، ما يفتح باباً جديداً للتساؤلات حول أهداف الجزائر واستراتيجياتها في المنطقة.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار