ضيف البديل

حلقات من “الضفة الكافرة” في ظهور “المنهج الكافر” =الجزء الثاني: بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :

حلقات من “الضفة الكافرة”

في ظهور “المنهج الكافر”

=الجزء الثاني:

اذكر القارئ ان اللاهوت المسيحي ومنذ القرن الخامس الميلادي بسط نفوذه على العقل الاروبي كما فرض اللاهوت الاسلامي نفوذه على العقل العربي منذ القرن الثاني الهجري.

. المجتمع العربي سنحت له الفرصة للنهوض على عهد الخليفة العباسي المامون وعلى عهد محمد علي في مصر، كلاهما انبهرا بالانجاز الفكري للامة الكافرة الاول انبهر بالانجاز الفكري لليونان والثاني بالانجاز الفكري والتقدم الحضاري للغرب منذ القرن 16 عشر. كلاهما استهوته فكرة استنساخ النهضتين ولكن دائما في المجتمع العربي الاسلامي كانت هناك معامل فكرية لتفريخ التقليد تعمل جاهدة لكبح اي تقدم او نهضة فكرية خارج وصاية المتن الفكري التقليدي للفقهاء والشيوخ فكان هناك الازهر في مصر والقرويين في المغرب والزيتونة في تونس والالاف من زوايا التصوف

و المعاهد الدينية تواجه اي تطور.وتقف بشراسة ضد العقل.

طبعا ليس من مهمتي القيام بعمل المؤرخ للافكار هنا ولكن مهمتي التنبيه على واقع يمكن للقارئ الكشف عن مضامينه بالعودة الى مثل هذه المصنفات التي تحفظ بما لا يدع مجالا للشك ان العقل العربي وضع تحت وصاية التقليد احيانا بدعم السلطة السياسة لذا نجد رموز التحديث الفكري منذ القرن السابع الميلادي والى الان لم تسعفهم الظروف لاستنبات مشروعهم لان المجتمع ظل دائما يعيش على بنيات تقليدية لذا فشل المشروع التحديثي فشلا ذريعا. البطش بالتحديثيين وتكفيرهم (انظر مثلا محنة طه حسين) ‘

في الضفة الكافرة ومنذ القرن عشر

اضمحلت كل الجهود التي بذلت من اجل اقامة “فلسفة تتفق مع الدين” من طرف المدرسيين، كما بدا العلم الطبيعي الارسطي في الانهيار تاركا مكانه لعلم جديد بدا في التبلور عقب انفتاح المجتمع امام التغيرات الجديدة واستقباله لتلك التغيرات بشكل سريع.

علم جديد وافكار جديدة توسع من سيطرة الانسان على الطبيعة وتحسن من مستوى عيشه داخل المجتمع.

في هذا الاطار نفهم النجاح في “الضفة الكافرة” والاخفاق هنا في “الضفة المؤمنة”.

في أمتنا اصبح التقليد هو العنصر المتحكم في منظومة الفكر ويمكن استشعار هذا التحكم عندنا نحن في المغرب على مستوى الاصلاحات التي تنجز في ميدان التربية والتكوين اذ يعبر التقليد عن تخوفه الكبير امام اي فسحة للعقل ويشهر ورقة تشويه الهوية العربية والمس بالعقيدة.

في الضفة الكافرة تراجعت الكنيسة الى الوراء تاركة المكان للعقل في ان يشتغل بكامل حريته ولو كان الموضوع هو اللاهوت المسيحي نفسه.

كيف؟

مع الجزء الثالث.

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار