حلقات من “الضفة الكافرة” بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة
الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :
حلقات من “الضفة الكافرة”=
.======================
“الضفة الكافرة” نعت ابتدعه العقل التكفيري يصف به “أهل الضفة الأخرى” من معتنقي الديانات الأخرى غير الإسلام. ووراء ابتداع النعت نزوح نحو التغطية على العجز وعدم القدرة على مواجهة تطور تلك المجتمعات والسرعة التي يسير بها هذا التطور. طبعا لاشك أنكم استأنستم بالتبرير المرافق لهذه الخيبة وهذا العجز فقالوا ان الله منح الدنيا لهم ونحن منح لنا الآخرة. عقلهم يشتغل للدنيا وعقلنا للآخرة فيالها من مفارقة. والحال إن القرأن استنفذ كل التعابير الدالة على ضرورة استعمال العقل للدنيا ولصالح الإنسان.
فما كادت قدمي تطأ ارض “الضفة الأخرى الكافرة” حصل لي انبهار كالذي حصل لرفاعة رافع الطهطاوي وهو يطأ ارض باريز عاصمة بلاد الافرنج ونقل الينا “انبهاره” في كتابه الرائع :”تلخيص الابريزفي تلخيص باريز”.و تولدت لدي على التو فكرة كالتي تولدت عند ديكارت وهو يغير في منهج البحث.
وجدت نفسي في هذا الفكرة أمام صنفين من العقل:
1_عقل مؤمن.
2_عقل كافر.
في العقل الأول: نجد عقلا يبيح شرب الخمر وعقل اخر يحرمه. عقل يبيح زواج المتعة، وعقل أخر يعتبره زنى. عقلان يؤسسان قناعتهما على نفس المرجعية.
ورغم اختلافهما في بعض القناعات فلهما خاصية مشتركة وهو انهما معا يقتحمان كل الميادين الخاصة بحياة الكائن :المراحض، الحمامات، ركوب السيارة ركوب الفلك والسفر والنوم في النهار والليل و ليلة الدخلة الخ…. كل جزئيات الحياة عقل مؤطرللسلوك والتصرفات من المولد إلى اللحد.
اما العقل الكافر فهو عقل ينأى عن كل المشاكل التي جعلها العقل المؤمن موضوعا له. عقل حرص ان يزن السلوك على أساس موافقته للحياة هنا وليس للآخرة. الحياة هنا بالمعنى الخاص والعام عقل لا يطلق عنانه إلا في الميدان المعرفي والعلمي، عقل يكتشف يحول حياة الناس إلى الأحسن وليس إلى عقل ثرثار يتكلم ولا يفكر.
هذا العقل تربى في حلقات المساجد وهناك تكون ليكون مدونة للسير بالنسبة للشخص بينما تكون العقل الثاني في المدارس والجامعات، المكون او المربي في النوع الأول ثرثار يكرر نفس المتون المتوارثة بينما العقل الثاني تتحكم فيه منجزات العلوم وهو ينتج الثورات العلمية وعالمنا يعيش على إيقاع العقل الكافر.
هل سنتقدم ؟الجواب هو لا،
يقينية مثل اليقينيات الرياضية ولكن صاحب العقل الأول يسرق منجزات صاحب العقل الثاني دون ان ينسى شتمه.
اللهم رد إلينا عقولنا لنفكر بها أمين.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار