صوت المواطن

حلقات من “الضفة الكافرة”.الحلقة الثانية ..بقلم الاستاذ عبد القادر طلحة

الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :

حلقات من “الضفة الكافرة”.

===================الحلقة الثانية:

شاءت الصدف أن ألتقي ابن عمتي العزيز السي عمر الفضلاوي هنا بمليلية بعد انصرام سنتين ونصف على إغلاق المعبر الحدودي لبني أنصار. وكعادته فقد غمرني بكرم حاتمي وبضيافة باذخة ،كانت جلسة على غير العادة تذكرنا فيها معا لحظات الزمن الجميل لعائلة”أل اوضرحة” وقفنا عند أنفة وكرم وسخاء رجالها المؤسسين بعد جدنا رحمه الله:عمر اوضرحة.

“عزي محند اوضرحة” بكل هيبته وشجاعته النادرة ثم عزي الحاج عبد القادر مقدم دوار العمال على عهد بدايات الاستقلال وأبي الحاج بنعيسى اوضرحة رحمهم الله جميعا. تذكرنا عماتنا واحدة ،احدة واسترجعنا بعض الذكريات التي لخصت تلك الحياة الحلوة التي كان يصنعها حضورهن في بيوت اشقائهن و الذي كان في الحقيقة منزلاواحد واسعا يشغله الاشقاء الثلاثة.

وقفنا عند أمواتنا من العائلة من جيلنا عزيزي رحال واليماني وعمتي الحاجة ميمونت بكل ذلك الهدوء الطاغي على كل حركاتها رحمهم الله جميعا. اخذ الأحياء حصتهم في دردشتنا فتذكرنا عميد عائلتنا اخانا الحاج احمد بنطلحة عميد عن جدارة واستحقاق لان العائلة تسكن قلبه الكبير حاضر في السراء والضراء.

تذكرنا الحاج ميمون طلحة وطلحة الحسن وطلحة عبد الله. نسأل لهم الصحة والعافية.

بعد ان طال الحديث قلت للسي عمر لندع العائلة فالكلام عنها لا يمكن ان تنهيه عائلة مفعمة بالحياة كبيرة لها وزنها وحضورها  في مختلف المحالات والميادين.،من”الفتوة” او “الفتوانة” كما يقول المصريون إلى النضال.

الأصدقاء الأعزاء نالوا حصتهم في الدردشة انهم ملح الحياة خاصة اذا كانوا من الذواقيين للحياة وعلى دراية بطقوسها متعهم الله جميعا بالصحة والعافية.

قلت له اريد منك حديثا عن “الهنا” “الضفة الكافرة” ما أخبار ها خاصة وانك تعرف بعض التفاصيل أكثر مني فانا اعلم انك مدمن على السفر والى كل أنحاء العالم.

باغتني بالقول:عدد الساعات التي قضيتها على متن الطائرات ربما تفوق عدد ساعات التي تسجل عند الربابنة الذين يقدمون على التقاعد

قال :لنبدأ من هنا اسبانيا، وسأخوض في الميدان الصحي وسأنقل اليك ما عشته شخصيا كمواطن عاش عارضا صحيا.

قال لي بعزة نفس هل تعلم انك هنا حتى وان كنت مقطوع الشجرة فان الدولة بكل هياكلها وأجهزتها تتحول إلى أسرتك مباشرة تكون انت تحت كفالتها الطبية والإنسانية.

فنقل الي هذه الصورة:

في حالة عارض صحي ومباشرة بعد الاتصال بالإسعاف يقصدون عنوانك فيهتمون بطريقة صعودك إلى سيارة الإسعاف وإثناء، النزول منها ان كنت قادرا، أما اذا كنت عاجز افرجال الإسعاف والطاقم الطبي يتولون المهمة، يبدأ الانشغال بوضعك الصحي مباشرة داخل سيارة الإسعاف وقبل الوصول إلى المستشفى يكون الفريق الطبي المرافق قد اقترب من تشخيص الحالة ليستكمل فريق طبي أخر اجرءات الفحص داخل المستشفى كإخضاع المريض للاشعة والتحاليل الطبية الخ،،،،

أما اذا كان العارض الصحي خفيفا فيعاد المريض إلى مقر سكناه مع العناية اللازمة.

استطر د قائلا:أنهم يريدون لك أن تعيش بكل ثمن ،وأشهر لي فاتورة لدواء ثمنه :11،230،11 اورو وحصة المريض في هذا الدواء هي 04،40 ارو.

الفاتورة مرفقة بالمقال.

قلت له هل تعلم عندنا، ان قاضيا لقي حتفه في المستشفي الجامعي ابن سينا بالرباط لانه لم يكن يتوفر على مبلغ العلاج نقدا في تلك اللحظة وتوفي وهو ينتظر وصول المبلغ أما الأطباء فتركوا واجبهم الطبي، والإنساني في مقابل الحرص على الأتعاب المالية ولو على حساب حياة المريض.

امة كافرة هنا وامة مؤمنة هناك فلنقارن بين أفعالنا وأفعالهم ولنستنتج اننا مجرد كأنات نعيش تحت مظلة نفاق ديني ليقال عنا “مؤمنون”

=ملاحظة:خانتني التقنية بخصوص عملية استخراج الفاتورة

 

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار