حلقات من الضفة الكافرة:بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :

====================الحلقة الثالثة:

وأنا أتهيأ لمغادرة مليلية في اتجاه مدينة مالقة يفرض عليك بروتوكول السفر الولوج الى محطة المسافرين في ميناء مليلية ودخول قاعة المسافرين الاولى وهي مخصصة لحجز التذاكر أو استخراج بطائق الاركاب ان كنت حجزت تذكرتك من احدى وكالات السفر من الناظور او من مليلية، تتوفر القاعة على مصعدين كهربائين ، واحد على اليمين مخصص للمغادرين والثاني على اليسار مخصص للواصلين. تتوفر القاعة على مقهى ومتجر للتبضع أول ما يسترعي الانتباه ان محطة المسافرين مفتوحة في وجه العموم ولا تشاهد مظاهر العسكرة على الباب كما ألفنا أن نشاهد في باب محطة المسافرين بميناء الناظور. ولا رجل امن واحد يقف في الباب حتى الكلاب لها الحق في الولوج كما وثقت ذلك بالصورة.

خدمات بثمن مقبول مع جودة عالية تناولت قهوتين وثلاث قنينات ماء، إضافة إلى قنينتين كبيرتين من الماء وثلاث حلويات من النوع الممتاز وثلاث كؤوس بلاستيكية ب 12 ارو فقط.

بعد هذه القاعة يأخذك المصعد الكهربائي انت وأمتعتك الى القاعة الثانية هي قاعة الاركاب،وهي قاعة واسعة وتضم فضاء لمختلف الرياضات الجسمانية مفتوحة امام العموم وجهاز الي يوفر لك الحد الادنى مما تحتاجه في انتظار وصول وقت الركوب، وهي ايضا مفتوحة للعموم تمنحك القاعة فرصة استكشاف محطة المسافرين من الداخل عبر الجدار الزجاجي الشفاف

بما في ذلك رؤية الباخرة التي ستقلها. عبر هذه القاعة ستمر الى قاعة ثالثة فسيحة حيث عليك المرور على الجهات الأمنية للمراقبة ثم ولوج الباخرة بعد ذلك.. التزم مهاجرونا طيلة هذه المراحل بالنظام وعدم التدافع ربما خوفا من الردع.

لان ما شاهدته داخل الباخرة شيء مختلف تماما.

اعود الى محطة ميناء الناظور للمسافرين، أول ما يسترعي انتباهك هو هذا العدد الكبير من رجال الامن الذين يطوقون الباب الرئيسي فهم لايسمحون الا للمسافرين بالدخول ويمنعونك من الاقتراب كنت مودعا او مستقبلا. طابور من المتسولين في الخارج يجعلونك تندم على وجودك في هذا المكان.

في الداخل هناك مقهى توفر خدمات باثمنة نارية لاتحتمل.

أتساءل اي سر يوجد في ميناء الناظور ولايوجد في ميناء مليلية ،هل لابد من استعمال هذا العدد الكبير من رجال الامن لضبط الامن؟في محطة مليلية لم اعثر ولا على شرطي واحد امام الباب الرئيسي والامن متوفر بمنسوب عال.

ما ان اخذت مقاعدي واستويت في مقعدي الخاص قبالة جهاز التلفاز وللحقيقة فان هذه المقاعد او الكراسي تستوعب اي صنف من اصناف الأجسام الغليظ والنحيف والطويل والقصير وتمنحك الحد الادنى من الراحة.

مهاجرونا يتمردون هنا و يصرون على الاسترخاء والنوم بين الكراسي وعلى أرضية القاعة في منظر منفر.

ذهاب وإياب في القاعة وارتفاع أصوات الأطفال وهم يتسابقون في المساحة الفارغة التي توجد بين صفي الكراسي والممتدة على مسافة ازيد من 20 متر.

للحقيقة لم ار اسبانيا واحدا خرج عن اللباقة واللياقة وسألت نفسي عمن يكون السبب في كل هذا التأخر وكيف لا يملكٍ عقل مهاجرينا مساحة رطبة يمكن ان ينفذ إليها بعض مما هو جميل ورائع عند “الأمة الكافرة”.

ولكن اعود فأقول ان لله في خلقه شؤون.