حلقات من”الضقة الكافرة”… بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة
الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :
حلقات من”الضقة الكافرة”
يتقن الألمان بناء الجسور والقناطر الممتدة على مسافة طويلة بتقنية مبهرة، قناطر وجسور ضخمة تشيد فوق الأنهار بدون قطع الطريق ولا فتح طريق ثانوية اثناء البناء وإنما تنجز الإشغال في عين المكان ولايترتب عن ذلك أي إزعاج.
يتقن الفرنسيون والالمان حفر الأنفاق تحت الأرض بعمق ثلاثة طوابق او يزيد، وذلك لبناء محطات “ميترو الأنفاق” عمل مبهر حقا اذ تجد نفسك امام مدن تحت أرضية
كاملة التجهيز تكمل المدن فوق أرضية بتوفير خدمة النقل في جميع الاتجهات بما في ذلك النقل السككي على صعيد بلدان اروبا كما في المانياِ.
الاسبان يتقنون حفر الأنفاق تحت الجبال لتجويد حركة السير وتفادي الصعود والهبوط والمنعرجات الخطيرة التي غالبا ما تتسبب في حوادث السير المميتة.يشاهد ذلك في منطقة الاندلس التي عانت من التهميش.
يتقن الايطاليون الربط بين جبلين بواسطة جسور شاهقة وذلك لاختصار المسافات بين المدن وإزالة خطر الدوران في الطرق الشاهقة العلو.
تفنن الانجليز والفرنسيون في إلغاء بحر المانش بعد ان تمكنوا من تشييد “نفق”تحت بحري يربط فرنسا بانجلترا عبر هذا النفق.
طبعا في هذه البلدان كلها وباقي بلدان الاتحاد الاروبي ليس عندها اي مشكل على مستوى البنيات الطرقية لا في المدن ولا في القرى الطرق والمسالك ممتدة الى اخر منزل يوجد في طرف قرية ما الى جانب الماء والكهرباء والهاتف.
نحن في بلدنا مازلنا نشتغل على برامج فك العزلة على العالم القروي ولم ننتهي،ومازلنا نتبجح بانجاز مسلك طرقي “بالتفنة” فقط
وشاهدنا مع كل اسف” قناطر ” مشيدة حملتها مياه الامطار كما تحمل الرياح الاوراق، في بلدنا رايت وزارة التجهيز تخبرك، عبر علامات، على الطريق الساحلي الرابط بين الناظور وطنجة، بضرورة الانتباه الى سقوط الاحجار من الجبال وانت تسوق سيارتك. كيف يستقيم الامر للسائق؟ هل سيركز على الطريق، ام سيوجه نظره نحو الاحجار في قمم الجبال؟ ، وما مصير السيارة اذا فقد السائق التركيز؟.
اروبا انطلقت بعد التدمير الذي لحقها في الحربين العالميتين الاولى والثانية ونحن انطلقنا بعد الاستقلال ولم تدمرنا الحروب، ولكن هم تقدموا ونحن تأخرنا في تشييد البنيات الطرقية هم لايوجد عندهم فساد في التدبير، ونحن وجود هذا الفساد هو من دمرنا وليس غيره.
+مشهد لنفق من ناحية الاندلس ونفق تحت ارضي من ميتروباريس
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار