حــــالنــــا أحوال ؛ لحظات بين السير والتيه ، وبين الإقدام والإحجام …؟؟..بقلم ذ.محمادي راسي
بقلم ذ.محمادي راسي- جريدة البديل السياسي
حــــالنــــا أحوال ؛
/ لحظات بين السير/ والتيه ، وبين الإقدام / والإحجام …؟؟.
===================================
حينما أشطأ على الشاطئ أصادف حوارا آخر ، ولغة أخرى ؛لغة الطبيعة الصامتة ؛لغة الأمواج والطيور والرياح والأشجار ،تتحول إلى موسيقى فريدة ،وهمس خفيف ، وحفيف عجيب ،وهمس غريب ، أحب الإصغاء إلى تلك اللغات لأنها جديدة مستعصية ،وبغريزة حب الاستطلاع والتوق إلى الجديد والشوق إلى كل ما هو بديع ….. أصادف حوارا آخر فريدا فذا ،يدور في فضاء الشاطئ لا أفهمه…….فالحيتان التي تعيش في قعر البحر لها أيضا لغتها وإشاراتها وحوارها وعالمها الخاص بها …أحيانا تتفاهم وتنسجم بالألوان……وطيور النحام المهاجرة ،أو القواطع ، تعيش على شكل مجموعات منسجمة في البحيرة الصغيرة تقنيها ليل نهار،لا تبارحها ،لا تقنط ولا تيأس، تنام طوال الليل واقفة على رجل واحدة وأخرى تتكئ عليها تجعلها كوسادة ، تخاف من ضجيج الإنسان ؛إنها تعي ما يحيط بها …. !!.
الطيور تتفاهم وتنسجم حينما تكون على شكل سرب ،وهي تطير في السماء ،كأنها في استعراض عسكري بدون أوامر وضوابط وإشارات ….وإن كانت أحيانا تغرد خارج السرب ….أما نحن فرغم الكلام ؛لا نتفاهم ،لا نتحاور ، لا ننسجم …رغم أننا ضعفاء ،خلق الإنسان ضعيفا …وأحيانا يتكبر ويطغى ، يريد أن يصل إلى سدرة المنتهى …وإلى ما فوق السماء …؟؟؟، لذلك فالإنسان اليوم يعيش أزمات مختلفة شائكة متشابكة مستعصية ، لو بعث ب إميل دركايم ؛ لحار في إعطاء الرأي في هذا المجتمع ، وكذلك فرويد ؛سوف لا يستطيع أن يبدي أي رأي جديد ، من خلال التحليل النفسي ،في هذا المجتمع الذي يعيش في مراحل وموجات وتيارات جديدة …ومن حيث الثقافة الناعمة والذكاء الاصطناعي وو….؟؟اا.
من كثرة تفاقم المعضلات ؛يريد إنسان اليوم الهروب من سلوكات المدينة السلبية ، يحب الطبيعة حيث الهدوء والترويح والانشراح والبساطة ،بدون ضوضاء وصخب ولغو ولغوى ولغب ،وتنمر واستئساد واستنسار،إنه يعيش في أزمات مادية ، نفسية ….أزمة الاتجاه ؛من السير إلى التيه ، ومن الإقدام إلى الإحجام ….أزمة الجلوس بين الزمان والمكان …متى سيجلس ..؟ ومع من سيجلس…؟ وفي أي مكان ….؟ وفي أي زمان …؟ ، فاليوم التزامات،
قيود ،ظروف ،عراقيل ،معضلات …وسلوكات هوجاء من جراء تناول السموم الفتاكة …تجعلك تنزوي في زاوية وحيدا ،أو تهاجر إلى مكان آخر، أو تذهب إلى الطبيعة … كما كان يفعل شعراء المهجر …؟؟ااا.
بني انصار في 13دجمبر 2024م
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار