كتاب وآراء

حـــال بـــــو قــــانـــــا / صيـــف 2022م..بقلم ذ.محمادي راسي

بقلم ذ.محمادي راسي- جريدة البديل السياسي :

حـــال بـــــو قــــانـــــا / صيـــف 2022م

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

(عن بوقانا كتبت مقالات حول معاناتها وما تفتقر إليه ، وعن حالتها وأحوالها وأجوائها في الشتاء والربيع والصيف والخريف ، هي دائما في القلب والذاكرة ،هي طفولتي وشبابي وحياتي ، والمسكن الثاني ، العيش فيها هو الحوار مع الطبيعة ،والاستماع إلى هميس وحسيس البحر وموسيقاه ، والتمتع بالهدوء ،والتأمل فيما أبدعه الله ،والابتعاد عن ضوضاء وضجيج المدينة ، والسلوكات المشينة الصادرة عن النفاجين والمتفجسين ).

=====================

البحر كل يوم وهو في شأن وهجّيراه ، بهديل مستمر بدون انقطاع ، بين الهدوء والفتور، والقوة والاضطراب والالتطام ، ولكن أحيانا يرجع إلى قرواه ،فضاء رملي شاسع ذهبيّ اللون ،على امتداده شجر الأثيل الأصيل ،وشجر الصفصاف الدخيل ، البحر يحبه الغني والفقير، والصغير والكبير، والعالم والعامل ،والفنان والشاعر ، والأديب والكاتب وحتى الطيور الأوابد والقواطع …هو نعمة من نعم الله العظيمة ، يجب احترامه وتقديره والمحافظة عليه ، وعدم تلويثه بالبول والعاذرة ، ففي إسبانيا من بال وتغوط في البحر يتعرض لغرامة قدرها سبعمائة وخمسون أورو ،وأقل من ذلك بقليل في البرتغال .

الشاطئ هذا الصيف حافل بالمصطافين الأجانب والمواطنين، أتوا بكثرة من كل حدب وصوب وبقاع مختلفة ، بجل ؛أتوا بشغف وشوق وحنين وتهجر،بعد الحرمان من التواصل مع الطبيعة ؛ البحار والجبال والرمال والواحات والعائلات والأقارب والأحباب منذ 2019م بسبب وباء كورونا ذلك الوباء الذي أحدث أزمات عالمية نفسية واقتصادية ومالية وتجارية …، وتسبب في فقدان الشغل لبعض العاملين ، وزرع الرعب والخوف في أفراد الشعوب ، إنه بمثابة حرب ؛بل حرب فريدة من نوعها ، لأنك لا ترى العدو الذي تواجهه وهو الفيروس .

بوقانا علاوة على الحرارة المفرطة في يوليوز وغشت خلال هذا الصيف ،تلك الحرارة لم تعرفها ربوعنا منذ 1961م ،تعاني من قطع الماء الشروب منذ أكتوبر 2021م على الساكنة التي مازالت تنتظر ربط منازلها بالماء الشروب ، إنها وعود عرقوبية حربائية ، فبوقانا تعيش بين الانتظار والأمل ، وبين الإمهال والإهمال ،وفي انتظار الذي يأتي ولا يأتي ، وفي انتظار كودو ، هذه البقعة الجميلة أراد بعض الوافدين الفاسدين الطائشين السفهاء الحثالة الخشارة ـــ شبابا وكبارا ـــ أن يجعلوها بقعة للفسق ،ومرتعا لمعاقرة الخمرة وتناول السموم ،وممارسة الدعارة ، يزعجون أهل بوقانا الذين يريدون الذهاب إلى العمل وتفقد الشباك في وقت مبكر ، لذلك لا يشعرون بالراحة ليلا ، بسبب ضجيج بعض الوافدين الفاسدين المذكورين أعلاه الفارغة قلوبهم من الرحمة والشفقة ،والخاوية عقولهم من الوعي والثقافة واحترام الآخر والجار ، من جراء سهرهم الضار المزعج ؛من غروب الشمس إلى شروقها ، وهم في كل يوم في أعراس وأفراح وسهرات باستمرار ، ومجالس خمرية ؛بين البض والبم والدربكة والموسيقى ، وبين الغبوق والصبوح … في النهار ينامون وفي الليل يسهرون بدون توقف وراحة كالوطاويط ، بل ؛إنهم وطاويط ، يتخذون بعض المنازل حانات ومواخير وفنادق ….إن شبان بوقانا العاطلين يبحثون عن العمل ولقمة العيش ، ولا يبحثون عن أماكن اللهو واللعب….فقد ملوا هذه السهرات ورؤية المناكر والسلوكات المقيتة المخجلة المشينة ،لقد ملوا كل قديم إلى أن ملوا حياتهم ، لذلك يهاجرون ويغادرون هذه القرية اليتيمة البريئة المنسية المهملة….بوقانا رجالاتها الأصليون الذادة عن شرفهم وحوضهم وأهلهم ، وعن بقعتهم بوقانا التي هي جزء من وطننا العزيز رحلوا إلى دار البقاء ، برحيلهم ذهب رتق الشباك ، وغابت الفلاحة والجلفطة أو الجلفظة والصنعة والتربية والأخلاق والاحترام ، واندثر ذلك الكرم المعهود بحرا من حيث السمك ، وبرا من حيث المنتوجات الفلاحية في ذلك الزمن الجميل ……

إن المسؤولين الذين لهم مسؤولية تسيير الشأن المحلي ، والمسؤولين الذين لهم مسؤولية المحافظة على أمن الساكنة وراحتها ، يغضون الطرف ولا يعيرون أي اهتمام ،ولا يسألون عن حالة الساكنة طوال السنة ،فكيف يرجى تطبيق النموذج التنموي الجديد ، وبناء الإنسان وتحقيق شعار الحق في السكن والعمل والتطبيب والتغطية الصحية والعيش الكريم والأمن ….؟؟؟اا.

 

 

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار