حصاد مياه الأمطار: كنز مفقود في المغرب يمكن استغلاله بذكاء دينامية البيئة.. بدر شاشا
![](https://albadilassiassi.com/wp-content/uploads/2025/02/Screenshot_20240920_205608_Gallery-90x150.jpg)
جريدة البديل السياسي
حصاد مياه الأمطار: كنز مفقود في المغرب يمكن استغلاله بذكاء دينامية البيئة بدر شاشا
المياه هي سر الحياة، ومع التغيرات المناخية المتسارعة التي يشهدها المغرب، أصبحت الحاجة ملحة إلى البحث عن حلول عملية لتوفير المياه وضمان استدامتها، خاصة في المجال الفلاحي. رغم أن المغرب يعرف فترات من الأمطار الموسمية، إلا أن جزءًا كبيرًا من هذه المياه يضيع دون الاستفادة منه، إما بالتبخر أو بالجريان نحو البحر. وهنا يأتي السؤال: لماذا لا يتم استغلال هذا المورد الطبيعي بطريقة أكثر ذكاءً من خلال تقنيات حصاد مياه الأمطار؟
أهمية حصاد مياه الأمطار في المغرب
المغرب بلد يعاني من تفاوت في توزيع الأمطار، حيث تتركز التساقطات في فترات قصيرة، بينما تشهد أغلب المناطق جفافًا طويلًا. لكن في ظل هذه التحديات، يمكن تحويل الأمطار الموسمية إلى مورد استراتيجي عبر تخزينها والاستفادة منها لاحقًا. إذا تم استغلال مياه الأمطار بطرق مبتكرة، يمكن دعم الفلاحة بشكل كبير وتقليل الضغط على الفرشات المائية الجوفية التي تتراجع عامًا بعد عام.
طرق حصاد مياه الأمطار واستغلالها بذكاء
هناك العديد من التقنيات التي يمكن استخدامها لحصاد مياه الأمطار، وكلها تعتمد على مبادئ بسيطة لكنها فعالة في تخزين المياه ومنع ضياعها، ومن أهمها:
إنشاء خزانات وسدود صغيرة: تخزين المياه في مناطق زراعية لا تتوفر على مصادر دائمة، مما يسمح باستخدامها خلال فترات الجفاف. تقنية البرك الاصطناعية: يمكن للمزارعين حفر برك خاصة تخزن المياه لفترة طويلة، مما يقلل من الاعتماد على الآبار العميقة. حصاد مياه الأسطح: في المناطق القروية وحتى الحضرية، يمكن تجميع مياه الأمطار من أسطح المنازل والمباني وتوجيهها إلى صهاريج تخزين لاستخدامها لاحقًا في الري. إعادة تغذية الفرشات المائية: بدلاً من ترك المياه تتدفق بسرعة إلى البحر، يمكن توجيهها نحو أراضٍ زراعية أو مناطق قابلة لامتصاصها، مما يساعد في الحفاظ على مستوى المياه الجوفية. تقنية الري بالضباب المكثف: وهي فكرة تعتمد على استخراج المياه من الضباب في المناطق الجبلية والجافة، مما يساهم في دعم الفلاحة المحلية. فوائد هذه التقنيات على الفلاحة المغربية
اعتماد هذه الحلول يمكن أن يغير معادلة الزراعة في المغرب، حيث ستحقق الفوائد التالية:
توفير مياه الري بأسعار منخفضة مقارنة بمياه الآبار أو المياه المحلاة. زيادة الإنتاج الزراعي حتى في المناطق القاحلة، مما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي. تقليل التكاليف على الفلاحين الذين يواجهون صعوبات في توفير المياه لمزارعهم. التكيف مع التغيرات المناخية وتقليل تأثيرات الجفاف المستمر. نحو سياسة مائية أكثر استدامة
المغرب يمتلك إمكانيات هائلة لاستغلال مياه الأمطار، لكن هذا يتطلب رؤية واضحة واستثمارات مدروسة. لا يمكن ترك هذه المياه تذهب سدى بينما يعاني الفلاحون من ندرة الموارد المائية. يجب أن تكون هناك سياسات تدعم تقنيات حصاد المياه، سواء من خلال منح الفلاحين تسهيلات لبناء خزانات، أو عبر تعميم الحلول الحديثة في الأرياف والمناطق الجافة.
إذا تم استغلال كل قطرة ماء بشكل عقلاني، فالمغرب لن يواجه مشاكل الجفاف، وستتحول الفلاحة إلى قطاع أكثر استقرارًا وإنتاجية، مما سيضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار