البديل الاقتصادي

جنون “الأسعار” يطال المدن الساحلية وقارورة المياه تلامس سقف “10”دراهم في الشواطئ.

فؤاد جوهر/جريدة البديل السياسي .

في الوقت الذي يجتاح فيه “هاشتاغ” ضد جشع المحروقات، ورحيل أخنوش فضاءات التواصل الاجتماعي، ينتشر على النقيض من ذلك، في المدن الساحلية التي تستقطب الآلاف من الزائرين، موجة غلاء غير مسبوقة، وزيادات في زمن تغيب فيها المراقبة وينعدم فيها الضمير الإنساني، وتفوح رائحة السيبة في كل مكان.

وتكفيك جولة صغيرة على الشواطئ الجذابة لإقليم الناظور، لتستكشف مدى الزيادات التي طغت، واكتوت بها جيوب المواطنين، لتستنزف ميزانيتهم عنوة، ويمارس التجار جشع غير مألوف، يجمع كل صور الفوضى والحكرة وانعدام المراقبة، واللهث نحو تحقيق المزيد من الأرباح بزيادات غير قانونية.

ولامست قارورة مياه معدنية ثمن 10 دراهم في جل الشواطئ، بزيادة فاقت 4 دراهم، فقط لإرواء العطش في البحر، فيما قفزت المشروبات الغازية بزيادات غير قانونية، تخطت درهمين، رغم تحديد أثمنتها في القارورات ذاتها في زمن عجائب وغرائب الحكومة النائمة على الوسادة الناعمة. وتراوح ثمن شواية سردين الأكلة الشعبية المفضلة عند الكثير من المغاربة بين 25 و 35 درهم في مغرب الواجهتين البحريتين، لتلامس وجبة خفيفة مؤلفة من شوايتين وصحن من البطاطس المقلية وصالصا ومشروب غازي مبلغ 120 درهم.

ويستغل أصحاب السترات الصفراء، الموقف كذلك، ليطالب كل من يمتلك عصا وصفارة بمبلغ 10 دراهم، ويصل إلى ثمن 20 درهم في بعض البلدات الساحلية التي عليها إقبال كثيف، بالرغم من تواجد البعض في وضعيات غير قانونية واحتلال للملك العمومي فقط.

وينط أصحاب كراء المظلات والكراسي الذين يسيطرون على أحسن الواجهات قبالة المياه المتوسطية على المواطنين، بمجرد ما تطأ أقدامهم لرمل الشواطئ ليصعقونهم بأثمنة مبالغ فيها وغير معقولة. ويرتفع ثمن كراء المظلات والكراسي يومي السبت والأحد بشكل جنوني، حيث يطالب أرباب هذه المشاريع بأثمان تتراوح ما بين 100 و200 درهم حسب الوجهة ومكان التواجد بالشاطئ. ويتفاعل نشطاء الفضاء التواصلي بشكل يومي مع هذه الزيادات التي اكتسحت الأخضر واليابس، والبر والبحر، في ظل سبات المسؤولين دون أن يجد آذانا صاغية. يقول أحد الفاعلين، “بنادم شاحد خوه بالزيادة، وحتى هو داخل في الفايس كاتب هاشتاغ اخنوش ارحل أنت نيت عندنا الالاف بحال اخنوش”. وكتب أحد النشطاء، “لاحياة لمن تنادي كلها يلغي بلغاه الحكومة فاشلة في تسيير شؤون المراقبة وتتبع الأسعار، وخلات السيبة في البلاد الله ياخذ فيهم الحق.

“. ويعج الفضاء الأزرق بالتدوينات التي تناولت جشع كبار التجار والصغار على حد سواء، إذ ينادي أغلب المتدخلين والرواد بضرورة تطهير المجتمع من هؤلاء الطغاة الجدد، واللاهثين لمراكمة الثروة، ولو بالطرق غير المشروعة والخارجة عن نطاق القانون .

. وفي هذا السياق، عبر أحد الفاعلين”مين كنبغيو نقيو الدروج راه من الفوق لتحت ماشي العكس، متحاولوش تبرروا جشع الفوق بالتحت، راه الا كانت سايبة الفوق طبيعي تكون غابة لتحت واحنا بغينا بلادنا تكون نقية من الفوق ولتحت

“. ويطالب العديد من فعاليات المجتمع المدني في العديد من مدن المملكة، وضع حد لهذه الإنزلاقات الخطيرة التي تشهدها الأثمان، وتكوي جيوب المواطنين بحرقة، عن طريق تفعيل لجان المراقبة من جديد وصياغة إطار جديد لآليات التحرك لوقف هذا النزيف الذي لا يريد أن يندمل.

 

 

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار