جريدة البديل السياسي |كتاب وآراء

جمعيات الآباء بين صلاحيات القانون ووصاية بعض المسؤولين

542691282_2211570452643147_1216823892207624682_n

بقلم: حليمة صومعي- جريدة البديل السياسي 

رغم أن القانون منح لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ صلاحيات واسعة ومسؤوليات أساسية داخل المنظومة التعليمية، إلا أن الواقع الميداني يكشف عن ممارسات تناقض هذا التوجه.

ففي عدد من المؤسسات التعليمية ما زال بعض المديرين أو المسؤولين يفرضون وصايتهم على هذه الجمعيات، متحكمين في تشكيل مكاتبها وتوجيه قراراتها، وكأنها مجرد ملحق إداري تابع لهم، لا إطار مدني مستقل يمثل الأسر ويواكب العملية التربوية.

الأخطر من ذلك أن بعض الجموع العامة، سواء العادية أو الاستثنائية، تُعقد بعيداً عن الأنظار، وفي غياب تام للشفافية، دون حتى إخبار الآباء والأمهات والأولياء، مما يُفرغ العملية من بعدها الديمقراطي، ويحوّل الجمعيات إلى هياكل صورية لا تعكس إلا إرادة قلة متحكمة.

إن استمرار مثل هذه الممارسات يُقوّض الثقة بين الأسر والمؤسسات التعليمية، ويفرغ الشراكة التربوية من مضمونها الحقيقي، بل ويمس بمصلحة التلميذ التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار.

وعليه، فإن المسؤولية اليوم تقع على عاتق وزارة التربية الوطنية للتدخل العاجل، ووضع حد لهذه التجاوزات من خلال فرض احترام القوانين المنظمة، وضمان شفافية انتخاب مكاتب الجمعيات، وتكريس استقلاليتها حتى تضطلع بدورها كاملاً في الدفاع عن قضايا التلاميذ، والمساهمة الفعلية في إصلاح المدرسة العمومية.

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي