روبورتاج و تحقيق

جدل” يرافق تقنين نبتة “الكيف” ونشطاء يربطون تنمية “الشمال” بنزاهة المسؤولين

فؤاد جوهر/ جريدة البديل السياسي :

كل نبتة نابتة فيها حكمة ثابتة، تحيا “كتامة”، بهذه العبارة عبر أحد المدونين عن سعادته ازاء قرار الحكومة المغربية بالترخيص وتقنين القنب الهندي لصالح الأغراض الطبية، وليضع حسم المجلس الحكومي حدا للجدل الذي شغل الرأي الوطني، بعدما أثيرت العديد من التساؤلات بخصوص المنافع اﻹقتصادية التي ستنعش مناطق زراعته بالشمال، الممزوجة بأضراره المحتملة على بعض فئات المجتمع.

وفتحت القضية القديمة الجديدة نقاشا حادا في منصات التواصل اﻹجتماعي بين مؤيدين للقرار، ومعارضين له، حيث يرى المدافعين عن هذا القانون، أنه يصب في صالح المزارعين ويمنحهم الحماية القانونية من المتابعات القضائية، فيما ينتقد المعارضين القرار ويرون فيه الجانب الترفيهي المؤدي الى الفجور واﻹدمان الذي يرافقه في الغالب ارتكاب الجرائم.

ويجمع النشطاء المدافعين عن قرار الحكومة بكون زراعة النبتة الخضراء “الذهبية” لأغراض طبية مبادرة طيبة مشجعة على تطوير المنتوج، ومن شأنها تشجيع الفلاحة المغربية والرفع من تنمية الأقاليم الشمالية، خصوصا بعدما أكدت الدراسات العلمية ايجابيات هذه النبتة على المجال الطبي، وازاحتها من تصنيف المخدرات المؤثرة والقوية.

ويأمل متخصصين أن تؤدي المحاصيل “المقننة” الى اﻹستثمار والرفع من مؤشر التنمية الذي انكمش في اﻵونة الأخيرة بسبب تداعيات فيروس كورونا، وكذا اﻷزمة الخانقة التي تشهدها العديد من مدن الشمال، بالتزامن مع غلق منافذ التهريب المعيشي بباب سبتة المحتلة، والذي زاد في أرقام العطالة الى نسب جد مرتفعة. ويستغرب أحد النشطاء ربط التقنين باﻹدمان، حيث يعطي مثالا بكندا وبعض الدول الرائدة في المجال التي تعمل جاهدة، ومن خلال مختبرات علمية على تطوير القنب الهندي لﻹستعمالات الطبية، خصوصا الالام المزمنة، والأرق، الذي لم يستطع الطب الحديث من معالجة المشكل، كون الأدوية المستعملة هي كيميائية ولها آثار جانبية خطيرة، لتبقى النبتة الطبيعية هي الحل لهذه الحالات.

وبقدر ما رحب العديد من المهتمين بقرار التقنين، انتقد آخرون خطوة الحكومة التي رأوا بأنها غير محسوبة العواقب، خصوصا أن تسريع تقنين “الكيف” يلفه الغموض، مؤكدين أن الدراسات المقارنة لا تقر بهذه المزايا المتعددة على صحة اﻹنسان، وتم التغاضي عن اشراك مزارعي المنطقة التاريخية والتي أنهكت تربتها وصارت فرشتها المائية مهددة. وحسب متخصصين فإن “عشبة جبالة” يستخرج منها مخدر الحشيش المؤثر على القوى العقلية بكميات وافرة، ونسبة تركيز المادة المخدرة بها مرتفعة مقارنة بذات المنتوج بدول أخرى، وافقت على توجيهه لﻹستعمال الطبي، ولو أنها من نفس الفصيلة، وهو ما سيؤثر على قدرة المناطق الشمالية في منافسة الدول الرائدة في انتاج القنب الهندي. ويحذر مهتمين من استغلال ثغرات قانونية للركب على الطرف الضعيف في هذه الحلقة، خصوصا مع اﻹكراهات التي ترافق التقنين، والملفات العالقة الممزوجة برائحة الفساد، حيث تبقى استفادة المزارعين طفيفة وشبه منعدمة، أمام استئساد شبكة الأباطرة المتواجدين في مناطق متفرقة من دول العالم.

وبين المرحبين والمنتقدين بقرار تقنين النبتة الخضراء، فإن الأكيد أن التهميش لن يزول، والفقر سيبقى قائما الا إذا زرعت الشفافية والنزاهة في المسؤولين، وكذا التحلي باﻹرادة السياسية لتغيير الوضع والنهوض بالأقاليم الشمالية الى ماهو أفضل، ولتحويل كل ما يعتبره جار السوء نقمة الى نعمة مفيدة، تعود بالفضل الوفير وبمشاريع رائدة بمناطق زراعته.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار