تنسيق لـ«الديستي» والدرك يجهض محاولة تهريب 17 طنا من المخدرات

جريدة البديل السياسي

مرة أخرى، وللمرة الثالثة في ظرف سنة، تنجح السلطات الأمنية الممثلة في الأمن الوطني والدرك الملكي والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في إحباط تهريب كميات ضخمة من المخدرات بأقاليم الجديدة وآسفي ومراكش، حيث تمكنت من حجز عشرات الأطنان من مخدر الشيرا واعتقال بارونات ومهربين، كشفت التحقيقات لاحقا ملاحقتهم بمذكرات بحث على الصعيد الوطني في قضايا إجرامية كبيرة تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات، كما أثبتت التحريات تورط موظفين في تقديم المساعدة لهؤلاء البارونات، من خلال التغاضي عن عملياتهم الإجرامية مقابل تلقي رشاو مالية، كما وقع في ملف البارون حمدون، الذي جر عشرات الدركيين إلى التحقيق.

وأكدت مصادر موثوق بها أن تدخلا أمنيا محكما، يندرج في إطار التنسيق بين مصالح الدرك الملكي وعناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والأمن الوطني، مكن عناصر الدرك الملكي، يوم أمس الأربعاء، بمنطقة سبت كزولة من إجهاض محاولة تهريب حوالي 17 طنا من مخدر الشيرا جرى حجزها في سد قضائي وسط الجماعة.

وأكدت مصادر «الأخبار» أن معلومات دقيقة وفرتها مصالح «الديستي»، حول محاولة تهريب أطنان من المخدرات عبر شاحنة، مكنت عناصر الدرك الملكي بأحد السدود القضائية بسبت كزولة، الواقعة بالطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين الدار البيضاء وأكادير، من توقيف شاحنة من النوع الكبير، تحتوي على حوالي 17 طنا من المخدرات.

وتفيد المعطيات المتوفرة بأن سائق الشاحنة رفض الامتثال لأوامر دورية الدرك بالتوقف، حيث حاول اختراق السد القضائي، قبل أن تنجح العناصر الأمنية في توقيف الشاحنة واعتقال شخص على متنها، فيما تمكن السائق من الفرار ويجري البحث حاليا من أجل تحديد هويته وإيقافه.

وأفادت المصادر بأن واقعة حجز هذه الكمية الضخمة من المخدرات استنفرت القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، حيث انتقل كبار مسؤولي السرية والقيادة الجهوية إلى منطقة سبت كزولة من أجل معاينة الواقعة والإشراف على التحقيقات الأولية حول هذه القضية. وانطلقت التحريات مباشرة بعد إخضاع الشخص الموقوف على متن الشاحنة، حيث يرتقب أن يتمكن المحققون من المسك بالخيوط الأولى لهذه العملية الضخمة المرتبطة بمحاولة تهريب حوالي 17 طنا من مخدر الشيرا.

وكانت عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش، بتنسيق مع نظيرتها بمدينة آسفي، تمكنت، قبل أشهر قليلة، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إحباط محاولة تهريب تسعة أطنان و800 كيلوغرام من مخدر الشيرا، وإيقاف ستة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 29 و59 سنة، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية.

وجرى تنفيذ هذه العملية الأمنية  بالمنطقة القروية «الضهر»، بقيادة كوزمت إيمينتانوت، حيث مكنت من إيقاف المشتبه فيهم، ومن بينهم عون سلطة ومنتخب جماعي سابق (رئيس سابق لجماعة كوزمت بإقليم شيشاوة)، وهم في حالة تلبس بالتحضير لتنفيذ عملية للتهريب الدولي للمخدرات عبر المسالك البحرية، حيث أسفرت عملية الضبط والتفتيش عن حجز 9 أطنان و800 كيلوغرام من مخدر الشيرا.

وفي تدخل أمني مماثل بالمنطقة نفسها، مكن تنسيق أمني محكم، استغرق أسابيع وأحيط بالكثير من السرية، شاركت فيه مصالح الأمن بآسفي والفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، (مكن)  من إجهاض محاولة تهريب أزيد من 8 أطنان من مخدر الشيرا، كانت متوجهة إلى الخارج عبر شاحنة من النوع الكبير، انطلاقا من ميناء آسفي.

وأطاحت التدخلات الأمنية والتحريات الدقيقة التي تم تنفيذها من طرف الكومندو الأمني المشترك، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بـ21 شخصا، كشفت الأبحاث الأولية علاقتهم بالشحنة المحجوزة والشبكة الاجرامية التي حاولت نقلها وتهريبها إلى الخارج عبر شاحنة انطلاقا من ميناء آسفي.

ووفق بلاغ رسمي صدر عن المديرية العامة للأمن الوطني، أسفرت العملية الأمنية المشتركة بين مصالح الأمن الإقليمي بمدينة آسفي والفرقة الوطنية للشرطة القضائية عن إجهاض عملية للتهريب الدولي لشحنة من المخدرات تزن ثمانية أطنان و112 كيلوغراما من مخدر الشيرا عبر الميناء البحري لمدينة آسفي.

وأكدت المصادر ذاتها أن هذه العملية الأمنية مكنت من ضبط هذه الشحنة من المخدرات، المكونة من 199 رزمة معدة للتهريب الدولي عبر المسالك البحرية، معبأة على متن شاحنة لنقل البضائع مرقمة بالمغرب جرى ضبطها مباشرة بعد ولوجها لميناء آسفي الأطلسي، مضيفة أن إجراءات البحث المنجزة في إطار هذه القضية أسفرت عن إيقاف 21 شخصا تتراوح أعمارهم بين 24 و48 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في نشاط الشبكة الإجرامية المتورطة في التهريب الدولي لهذه الشحنة من المخدرات، فضلا عن حجز براميل تحتوي على 1160 لترا من البنزين وشاحنة صغيرة ثانية بعين المكان.