تقاليد الزواج بالمغرب حسب المناطق
جريدة البديل السياسي :
تختلف تقاليد الزواج المغربي من منطقة إلى أخرى حسب الموروث الثقافي و التنوع العرقي لكل منطقة ، لكن بعض أركان الزواج مشتركة بين كل سكان المملكة بسبب الوازع الديني ، و بعض الحضارات التي اتخذت المغرب مستقرا لها نظرا لموقعه الجغرافي كالحضارة الفينيقية ،البيزنطية و الرومانية ، لذلك سوف نخصص هذا المقال للحديث عن تقاليد الزواج بالمغرب .
التقاليد الفاسية
تعتبر مدينة فاس جزءا هاما من التراث الوطني حيث توجد مجموعة من أثار الحضارات القديمة (أبواب عتيقة ،أسوار بالية ،مدارس ومساجد). يسمى العرس الفاسي بالشورة ويعد بدوره من أقدم الممارسات .
يبدأ التعارف بين الزوجين بمجموعة من التقاليد التي تحترم القيم الدينية ،في البداية يتم التواصل بواسطة أم العريس و الأقارب، معهم فرقة عساوية يحملون الهدايا، ويكون الإستقبال بالتمر والحليب أو ماء الورد ثم تبدأ الفرقة العساوية بغناء كلمات العشق.
بعد ذلك تذهب أم العريس إلى “الخياطة”، لأن تجهيز لباس العروس يوم زفافها يجب أن يكون ذو جودة عالية لذلك فهو يتطلب وقتا كبيرا .
بعد الخياطة يأتي دور “النكافة” التي تقدم النصائح للعروس و تختار الحلي المناسبة للباس المقتنى و هي التي تتكلف بإحضار فرقة الهودج أو العمارية .
بعد ذلك يتم إختيار الأطباق التقليدية “الطيافر” التي تدرج ضمن هدايا العريس للعروس و تضم الحليب و التمر ، ماء الزهر و المسك، و أكياس من الحناء.
يشتري العريس للعروس مجموعة من الحلي والمجوهرات حسب طلبها و قدرته الشرائية (خواتم، عقد، قلادة… )
بعد عناء الإستعداد يهيأ حمام للعروس بالديكور و القنديل و “الطفاير” فتذهب إليه هي و أخواتها و بنات العمات و الخالات.
و صلنا إلى ليلة العرس تدخل العروس مرفوعة على العمارية ، و تستقبلها فرقة فلكلورية بالذكر و المديح ، فترافقها فرقة عساوية ، ثم الفرقة الموسيقية ، يبدأ الحفل بالشاي و الغناء ، ويقدم العشاء على أنغام موسيقى هادئة ، ثم تعود الصخابة و الإيقاعات المرتفعة و يستمر الإحتفال حتى الصباح.
التقاليد المراكشية
تختلف عادات و تقاليد الزواج المراكشي من حي لآخر، سوف نتحدث في هذه الفقرة عن العادات التي أصبحت موروثا شعبيا والأكثر شيوعا عند المراكشيين .
أول خطوة في الزواج المراكشي هي تعارف العائلتين و ذلك بإحضار السكر لخطبة الإبنة من أهلها ويكون قبول الطلب بقراءة الفاتحة لمباركة الزواج .
بعد ذلك تأتي الخطوبة الرسمية وهي ركن من تقاليد العرس المغربي في كل منطقة حيث يهدي العريس الدفوع التي تحتوي على حلى وملابس (الجلاليب، التكاشط، الحناء، الخواتم، الورد، الخلخال ) و مواد غذائية لها مكانة خاصة في التقاليد المغربية (التمر ، الحليب، السكر… ).
في فترة ما بين الخطوبة و العرس يلتزم العريس ب “التفكور” و هو زيارة بيت العروس في كل مناسبة دينية محملا بمجموعة من الهدايا ( لبسة بلدية ، حناء …) و مباركة العيد لأهلها.
تتطوع إمرأة بنقش يدي العروس بالحناء قبل الزفاف بعشرة أيام و تسمى العراضة، وهي التي تدعو الناس إلى الحفل .
يوم العرس تلبس العروس سلهما و ثوبا شفافا على وجهها و تردد النساء ” خرجي يا لالة الغزال… خرجي بالمال و الرجال”، وهذه العادة تعتبر حماية لها وهي في طريقها إلى بيت زوجها الذي يحتفل في طقوس الغرامة بحضور الدقة المراكشية في جو من الضحك و الكوميديا.
تستقبل العروس بأغنية “ها العروسة جات …جيبي العجل بيض الرجل” ويقوم العريس بإزالة الثوب على وجهها و إجلاسها على سريرها و تستمر الإحتفالات طيلة الليل .
لا يحق للعروس أن تلبس شيئا غير هدايا العريس طيلة سبعة أيام بعد الزفاف ، و في اليوم السابع تقوم بتصبين تلك الملابس ، و يحضر العريس “الطبق” المملوء بالفاكية و يضعه أمامها و يفك لها الضفيرات ، لتذهب إلى الحمام رفقة وزيرتها، و بعد عودتها تقوم بتحضير أكلة كيوم وتكون أول أكلة لها بمطبخ بيت زوجها.
التقاليد الأمازيغية
يسمى العرس الأمازيغي ب “تامغرا” و هذا الإسم يدل على النداء و الإستدعاء ،حيث جاء من فعل “اغرا” أي نادي ، و من أسس الزواج الأمازيغي “أس وسيكل” أي يوم الخطبة أو طلب يد العروس ، في هذا اليوم تجرى المفاوضات حول الصداق و بعض الشروط المتفق عليها من طرف الأبوين ويحدد يوم كتابة العقد و يوم العرس.
بعد كتابة العقد يقوم العريس و أبوه بزيارة أهل العروس مصحوبين بذبيحة و ألبسة و مجموعة من الهدايا ، و يكون ذلك بمثابة إشهار في المنطقة بأن فلان سيتزوج بفلانة .
عند إقتراب العرس تضع أسرة العروس ثوب أبيض على سطح المنزل، و يتفرغ أهل القرية لخدمة أسرة العريس بالطبخ و تنقية الزرع و جمع الحطب …
يوم الزفاف يعين وفد رسمي من نساء و رجال و فتيات غير متزوجات لإحضار العروس، و عند وصولهم إلى بيتها يستقبلون بالزغاريد ، و يطلبون فتح الباب ببيت يردد ثلاث مرات يسمى” أسراك ” وهو “رزماتاغ الباب لحورما أ الجواد رزماتاغ”(نرجوكم إفتحوا لنا الباب) .
بعد الأكل و الرقص تخرج العروس من بيت أبيها في جو من الغناء و بكاء الوداع برفقة نساء يلبسن لباسا مميزا ،و العريس يلبس جلبابا أبيض و بلغة صفراء و خنجرا، فتركب العروس بغلة أو فرس و يسمى هذا الموكب ب “تانكيفت”
عند إقتراب “تانكيفت” إلى بيت الزوج يكون الأهل في إستقبالهم بأهازيج و أناشيد أمازيغية ،و يفتح العريس باب المنزل و يتناول مع عروسه التمر و الحليب ، و يستمر الإحتفال طيلة الليل بالغناء و الرقص ،و تنوع في المأكولات ، و في الصباح تتم قراءة سلكه قرآنية و الدعاء للعروسين بالبنين و البركة.
و في الأخير لا يسعنا إلا أن نحمد الله على هذا البلد المتنوع في ثقافاته و لهجاته و عاداته و تقاليده و الموحد في و وطنيته و دينه .
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار